يومياتْ مالِكْ وسميرْ
مالكْ وسميرْ صديقان ...
يحبُ كلاً منهما الآخر
هُما في نفس الفصلِ الدراسي
أولاد خالةْ
والأجملُ من ذلك أنهما جيرانٌ , المنزلُ بجوارِ المنزلِ
والأعجبُ من ذلك أن والداهُما
يعملانِ في نفسِ الشَرِكةِ
هيا بنا نتابع
يوميات مالكْ وسمير من خلال هذه
السلسلة
"""""""""
كانتْ هناكَ مباراة ُكرةِ قدمٍ بين فريقِ مالكْ
وفريقِ سميرٍ صديقِه , وأثناءَ
المباراةِ اصطدمَ مالكُ
بسمير دونَ قصدٍ فوقعَ سمير علي الأرضِ
وُأصيبَ بِجَرحِ طفيفْ , والأعجبُ أن
نتيَجة المباراةِ انتهتْ لصالحِ فريقِ مالكْ .
كانَ هناكَ اثنانِ من الزملاءِ في الفصلِ
يغارونَ من ارتباطِ
سمير بمالكَ ومن صداقتِهما المًثيرةِ
للعَجبْ وقررا أن يوقِعا
بَينهما .
جاء أحدُهما بسندوتشِ ووضعَ فيه
بعضَ الحشراتِ , وذهبَ به في بدايةِ
الفُسْحةِ إلي سمير وقال له : إنَ مالكَ
أرسلَ إليكَ هذا السَندوتشْ
.
قال سمير لماذا استعجلَ مالك ؟
كنا سنأكلُ سوياُ , قال له: لا تنتظرهُ
إنهُ الآنَ مشغولٌ
بلعبِ تنسِ الطاولةِ
معَ بعضِ الأصدقاءِ , بدأ سمير يتناولٌ السندوتشَ ولكنهُ وجدَ
شيئاً يتحركْ فتحَ السندوتشَ فوجدَ فيهِ
حشراتٍ حيةْ , اشتاطَ غضباً
وقال لماذا فعل مالكُ ذلك معي
؟
قال صديقَه إنهُ كانَ
يسُب فيكَ ويقول: إنكَ تحقدُ
عليهِ لأنهُ فازَ عليكَ
في مباراةِ كرةِ القدم .
ازداد غضبُ سمير وألقي بالرغيفِ في صندوقِ القِمامة .
ذهبَ الأخرُ إلي مالك وقال : إن سمير أقسم أن يَصفعَكَ
علي وجهكَ لأنَه يقولْ : إنك قمتَ بجَرحهِ أثناءَ المباراةِ عامداً
وكنتَ تُريدُ كسر ساقهِ
لولا عنايةُ الله .
تعجبَ مالكُ من ذلكَ وقالْ : لماذا
يظنُ سمير بي ذلكْ أنا لمْ
أقصد ان أصطدمَ بهِ واللهِ .
قال له : يقولْ : إنكَ
تتباهي عليهِ أمامَ
زملائكَ وتقولُ : أنا أفضل منه عِلْماً وكذلكُ
تفوقتُ عليه في الرياضة , قال مالك : كلُ
هذا لمْ يحدثْ
.
وجاء سمير إلي مالكْ غاضباً
ومعهُ صديقهُ الذي أعطاهُ السندوتشَ فقالَ له صديقُهُ:
أنظرْ إلي عينه التي تمتلئُ بالغلِ والحقدِ عليكَ ,
ازداد غضبُ سمير وتوجهَ لصفعِ مالكٍ علي وجههِ , وما كانَ من مالكٍ إلا أن قامِ هو الآخرُ بصفعهِ علي وجههِ , وحدثت معركةُ عنيفةُ بينهما ,
وقام التلاميذُ بفضِ النزاعِ القائمِ بينهِما .
في نفسِ الوقتِ مرَ المعلمُ
عليهما فوجدَ ما حدثَ
فاستدعي مالكَ وسمير إلي حُجرةِ المعلمين .
وسألَ عن سببِ ما حدثْ ؟ قال سمير
: لقدْ أرسلَ لي
مالكُ سندوتشاً مليئاً بالحَشراتِ , قال مالك : أنا لم أرسلْ
إليكَ أي شيءْ , قال المعلمُ لسمير : ومن
جاء لك بهذا السندوتش ؟
قال زميلٌ لي في الفصل , قال
المعلمُ اذهب واتني به .
وذهب سمير وجاء بزميله .
وسألهُ المعلمُ هل أعطاك مالكُ
شيئاً تعطيهِ لسمير ؟
لم يستطعْ الرد
. ولم يجد مفراً من أنْ
يقول الحقيقة لأن
مالكَ وسمير أمامهُ .
ولكنه قال : كنتُ أمزحُ معهما .
هنا تبين الأمرُ وعلمَ مالكُ وسمير أنَ
ذلكَ كانَ وشايةُ ونميمةُ بينهما .
وهنا قال مالكُ : إنَ زميلاً
آخرَ جاءَ إلي وقالَ : إن سمير
أقسمَ أن يصفعَكَ
علي وَجهِكَ لأنهُ يقولْ : إنكَ قمتَ بجُرحهِ أثناءَ المباراةِ عامداً
وكنتَ تريدُ كَسرهُ لولا
عنايةُ الله .
قال المعلمُ : هلْ تعرفُه قالَ نعمْ , إنه معي في الفصلِ
قالَ المعلم : نادي عليهِ
وذَهبَ مالكُ وجاءَ بالتلميذِ وسألهُ المعلمُ :
هل قلتَ لمالكَ: إنَ سمير أقسم أن يصفعَكَ
علي وجهِكَ لأنه يقولُ إنك قُمتَ
بجَرحهِ أثناءَ المباراةِ عامداً ,
وكنتَ تريدُ كسرهُ
لولا عنايةُ الله ؟
قال التلميذُ : كنتُ أمزحُ معهُ
.
تأكدُ المعلمُ أن ما حدثَ هو
محاولةُ إفسادِ الصداقةِ بينَ سمير
ومالكْ وطلبَ من كلٍ منهما أن يعتذرَ للآخرِ ويقبلَ
رأسَهُ , وبعدَها
انصرفَ سمير ومالك وقد هدأتْ
نُفوسُهما .
وفي اليوم التالي
وفي طابورِ المدرسةِ الصباحي , نادي المعلمُ علي التلميذينِ الذيْنِ قاما بالنميمةِ ثم قالَ
أمامَ الجميعِ : إن هذيْنِ التلميذيْنِ فَعَلا كذا وكذا
وحَكي ما حَدَثَ منهما .
قال المعلمُ : لقد
قال رسولُ الله صلي الله عليه وسلمَ " لا يدخلُ الجنةَ قتاتْ "
أي نمام والنمامُ
هو الذي يُحاولُ الإفسادَ بين
الناسْ , ثم سألَ المعلمُ :
هل يعرفُ أحدُكم
حديثاً نبوياً آخرَ أو آيةٍ قرآنيةٍ عن ذمِ النميمةِ
؟
جاء تلميذ ُ وقال : مرَ رسولُ الله صلي الله عليه وسلم علي قبرينِ
فقالَ " إنهما يُعذَبانْ وما يعذبانِ في كبير , كانَ أحدُهما يمشي
بالنميمةِ وكانَ الآخرُ لا يَستبرئُ
من بَوْلِهِ "
قال المعلمُ : أشكرُكَ
ومعني لا يَستبرِئ من بَوْلهِ
يعني لا يتطهرُ من أُثرِ
البَوْلِ بعدَ التبولِ .
وجاءَ أحدٌ الطلابِ وقالَ: هناكَ آيةٌ
قرآنيةٌ وهي قولهُ تعالي والفتنةُ أشدُ من القتلِ " .
وقولهُ تعالي " والفتنةُ أكبرُ
منَ القتلِ "
فرحَ المعلمُ بوعيِ تلاميذهِ
الصغارْ .
وهنا بَكي التلميذانِ اللذانِ قاما بالنَميمة .
وطلب منهما المعلمُ أنْ يعداهُ بأنْ
لا يفعلا ذلكَ ثانية ً .
فقالا نَعدكَ
بذلك .
تركهما المعلمُ علي أملِ
أن لا يَفعلا ذلكَ ثانيةً .
عادت المياه إلي مجاريها بين سمير ومالكْ .
قال مالكُ لسمير : يجب أن نتعلمَ
من ما حدثَ ونستفيدَ
من ذلكَ
بأن لا نُصدقَ
أيَ كلامٍ ينقلُه
أحدٌ إلينا حتي نتأكدَ من صحةِ
هذا الكلامِ قبلَ أنْ نقومَ
بردِ فعلٍ ربما كانَ فيهِ خسارة ٌكبيرةٌ للجَميعْ .