مالكْ وسميرْ صديقان ...
يحبُ كلاً منهما الآخر
هُما في نفس الفصلِ الدراسي
أولاد خالةْ
والأجملُ من ذلك أنهما جيرانٌ , المنزلُ بجوارِ المنزلِ
والأعجبُ من ذلك أن والداهُما
يعملانِ في نفسِ الشَرِكةِ
هيا بنا نتابع
يوميات مالكْ وسمير من خلال هذه
السلسلة
لا تَسْخَرْ منْ أحدْ
ابتدأ العامُ
الدراسيُ الجديدُ وقامتْ إدارةُ
المدرسة ِ بعَملِ لَوْحةِ شرفٍ
للمتفوقينَ في العامِ الماضي , وكان علي رأس هذه القائمةِ مالكْ
. أما سميرُ صديقُه فلمْ يصدقُ
نفسَه لقَد وجد
اسمه ضمن قائمة المتفوقين
وان كان آخر
اسم في القائمة .
قامتْ إدارةُ المدرسةِ بتكريمهم في طابورِ الصباحِ .
كان لسمير َ صديقٌ
مُصاباَ بشللِ الأطفالِ وكان
به عرجٌ خفيفٌ
. كان يشرحُ لسمير َ الكثيرَ من المسائلَ التي لا يفهمُها
ومعَ ذلكَ لم يوضعْ اسمُه في قائمةِ
المتفوقين .
ذهبَ سمير للتفاخرِ
عليه أمامَ زملائهِ وعيرهُ بأنهُ
أصبحَ ضمنَ المتفوقينَ أما هو
فلمْ يُدرجْ اسمُه معهم
ولكنْ رد َ عليه أحدُ الزملاءِ الذين كانوا يسمعونَ الحديثَ بينهما
بأنه أفضلُ منه ولكنه توفيقٌ
من الله . وتبادلَ سمير الجدالَ معهم
ولما يئس من
النقاشِ سبَ صديقَه وقال
له يا أعرجْ .
كانت الكلمةُ كالصاعقةِ نزلتْ علي أذنِ
صديقِه , صمتَ
صديقُه بُرهةَ ثم
انزوي جانباَ وظل يبكي
.
التفَ حولَه الأصدقاءُ وقاموا بتهدئته ,
وقد تضايقوا جميعاً من كلامِ سمير لهْ .
علمَ مالكُ بما حدثَ
من سمير فذهبَ علي الفورِ وطلبَ منه
أن يذهبَ ويعتذرَ لصديقهِ ولكنه
تجاهلَ كلامَ مالكَ وانصرفَ دون أنْ يعدَه بشيءٍ .
كانَ من ضِمنِ
الذينَ جادلوا سمير صديقٌ
مخلص ٌ لصديقهِ الذي عيرهُ
فجاءَ إلي سمير بعد ذلك
وأساءَ إليهِ
لكي يردَ لصديقهِ اعتبارَه . ولم
يتعلم سمير من الدرْس
ومرِضَ هذا الطالبُ
الذي أساءَ لسمير .
وحزن كل أصدقائِه لمَرَضهِ
ولكنَ سمير قالَ
لزملائهِ إنه يستحقُ
المرضَ وأظهرَ الشماتةَ فيه .
تضايقَ الجميعُ
من سمير أَكْثر وحزنِوا من تصرفاتهِ وأصبَحوا يتجنبونهُ .
علمَ مالكُ بما
حدثَ فغَضِبَ من سمير وقالَ لهُ ماذا
فعلتْ يا سمير ؟ .
لقد أغضبتَ كلَ
الزملاءِ ولكنَ سمير لمْ
يهتمَ بكلامه .
علمَ المعلمُ
بما حدثَ فقامَ باستدعاءِ سمير ومالكْ
لأنهُ يعلمُ أنهُ صديقُه
الصَدوق .
قال المعلمُ لسمير : لقد علمتٌ أنكَ فعلتَ كذا وكذا
.
صمت سمير قليلاً ثم قال نعمْ
قلتُ ذلك .
قال المعلمُ لماذا فعلتَ هذا ؟
ألم تعلم أن النبيَ صلي الله عليه و سلمَ
قالْ " لا تُظهرَ الشماتةَ لأخيكْ فيرحْمُهُ اللهُ ويبتليكْ "
وقد علمتُ أنكَ أيضاً
قمتَ بتعييرِ صديقِكَ بأنه أعْرَجْ .
وقد نهي اللهُ
سبحانهُ وتعالي عن ذلك فقال " يا أيُها الذينَ آمنوا لا يسخرْ قومٌ من قومٍ عسي أن يكونوا خيراً منهم
" .
إن التعيير لزميلك
هو اعتراض علي قدر الله فهذا
قدرُه وربما ابتلاكَ اللهَ
بأمراضٍ مثلَه أو أشدَ
من مَرضه ثمَ عافاهُ اللهُ بعدَ ذلكْ .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " المسلمُ من سلمَ
المسلمون من لسانهِ ويدِه " .
ثم قال المعلمُ لسمير : أريدُ أن تكتبَ لي موضوعاً عن عدمِ السخريةِ من الناسْ
.
وتأتي لي به في الحصةِ القادمةِ , وانصرف سمير
ومالكُ
وأتي سمير في الحصةِ التاليةِ ولكنَه لم يكتبْ الموضوع .
سألهُ المعلمُ
لماذا لم تكتبِ الموضوعَ ؟
قال لم أستطِعْ .
طلبَ
المعلم من مالك صديقِه أن يساعدَه
و وافق مالكُ وذهبَ معهُ ليعاونِهُ
في كتابةِ الموضوعِ و طلبَ مالكُ من والدهِ
أن يساعدَه في كتابةِ الموضوع ِ .
وكتبوا موضوعاً جميلاً وشيقاً .
وذهب سمير إلي
المعلمِ وقد كتب الموضوعَ ونسقهُ ففرحَ
بما كتبهُ سمير .
ثم قال لسمير :
يجبْ أن تعتذرَ لصديقيكَ الذيْنِ أَخْطأتَ في حَقِهما .
قال سمير : إن ذلك
سيُقللُ من قَدْري أمامَ زُملائي .
ولكنَ المعلمَ
قالَ له : لا
بل بالعكسِ سَتري ما سيحدثُ لك
.
قال سمير : هل يمكنُ أن يكونَ ذلكَ بعيداً
عن الفصلِ ؟
قال المعلمُ : لا بل في الفصل .
ولكن مالك شجعهُ
قال المعلمُ : أثناءَ الحصةِ ستفعلُ ذلكَ
أمامَ زملائكَ فكما أخطأتَ في حقهِما
أمامَ الجميعِ فيجبُ أنْ تَعتَذرَ لهُما أمامَ
الجميع .
وأثناءَ الحصةِ طلبَ المعلمُ سمير وطلب
الأصدقاءَ الذينَ أساءَ لهما سمير .
و أعلمَ الجميعَ
أن سمير قد شعرَ بالندمِ علي تصَرفهِ وأرادَ الاعتذارْ .
وتقدم سمير للاعتذار لهما
ثم قبلَ رأسَ كلَ واحدٍ منهما , وهنا صفق
جميعُ الطلابِ لسمير وفرحوا بما فعل .
علمَ سمير وقتَها أن الاعتذارَ
لمْ ينُقِصهُ شيئاً بلْ أعادَ
إليهِ حُبَ زملائهِ
له .
وتعلمَ أيضاً
أننا يُمكنُ أنْ نُخطئَ ولكنْ لابدَ و أن
نقومَ بإصلاحِ ما أفسَدْنا وإلا
عادَ الخطأُ بالضررِ علي صاحبهِ
.
وقررَ سمير بعدَها
أنْ لا يشمتَ في أحدٍ أبدا .
وأيضاً أن لا يُعَيرَ أحداً ولا
يَسْخرَ من أحد .