كان
هناك حاكم ظالم مستبد كان يكلف شعبه فوق
طاقته ويحرمهم من كثير من حقوقهم ومن
خيرات بلادهم وكان يهدم كل منزل ٍ قديمٍ
حول قصره حتي لا يشوه منظر القصر الجميل .
كان يوجد لهذا الحاكم أسدٌ في حديقة القصر يربيه
, كان هذا الاسد لا يرضي عن
ظلمه ونصحه كثيرا وقال يا سيدي الحاكم
ان الظلم ظلمات ان
الظالم يجعل هناك اسباب كثيرة لكرهه من شعبه
, كان الحاكم لا يبالي بكلام الاسد مع ان
الاسد كان دائما ما يذكره بذلك .
خرج الحاكم لرحلة الصيد كعادته وكان يصيد
الغزلان و لم يجد اثناء رحلته هذه غزالا فعاد
حزينا ولكنه وجد في الطريق فهدا كبيرا فقام باصطياده وتركه في الصحراء فهو لا يأكل
لحم الفهود .
علم
الاسد بما حدث فقال له يا سيدي
الملك انك بهذا قد صنعت لك عدوا كبيرا ان
ام الفهد واخوته سوف يحاولون الانتقام منك انك
حين تزور الغابة مرةً ثانية سوف يتربصون بك وينتظرون لحظة تكون فيها وحدك
, قال الحاكم ولكنني
لا أبالي بهذا ان معي حراس يحمونني ولن يضرني وجودُ فهد او اكثر يتربصون بي لانهم ان حاولوا قتلي سيكون مصيرهم القتل مثل اخيهم الفهد
. قال الاسد ولكن لماذا يا سيدي الملك قتلت حيوانا لست بحاجة
اليه ولن تسفيد من لحمه
ولا من اي شيء فيه وهذا لا يتناسب
مع الحكمة ؟ لكن
الملك لم يكن يؤثر فيه مثل هذا الكلام .
خرج الملك مرة ثانية في رحلة للصيد ولم يجد غزلانا يصطادها ايضا هذه المرة واثناء عودته وجد هناك نمرا صغيرا فقام باصطياده
وعاد به ليعلق جلده علي باب القصر
.
جاء الاسد وقال له
ايها الملك انك الان قد
كسبت عدوا جديدا لك لماذا فعلت هذا الا تعرف ان ام النمر واخوته سيتربصون بك وسيحاولون
الفتك بك لانك قتلت
ابنهم ؟ قال الملك ان حراسي يحمونني من كل
هؤلاء حتي انا معي بندقتي المليئة بالذخيرة تحميني
من اي عدو يحاول الاقتراب مني
. قال الاسد ما علي
الا ان ادلي بنصيحتي ولكم حرية التصرف
.
خرج الحاكم مرة ثالثة وذهب لاصطياد الغزلان ولكنه لم يجد
غزالا نا هذه المرة ايضا فعاد الي قصره واثناء العودة قابل ابن الاسد واعجبه منظره
فقام باصطياده وجاء به لياخذ
جلده ويعلقه علي باب
غرفته .
علم الاسد ان الحاكم
قتل ابنه , اشتاط غضبا وذهب للملك
وقال له يا سيدي الملك لم قتلت ابني
الا تعلم انه فلذة كبدي وانه جزء
مني ؟ قال الحاكم
سأعوضك ايها الاسد
بما شئت من لحم وطعام انت تعلم
انني اشعر بالملل ولا بد ان افرغ هذا الملل
في اي شيء وهذا قدر ابنك
انه جاء في طريقي , انت تعرف انني لم اقصد ان اصطاد الاسد
لا عليك وهديء من روعك يا صديقي الاسد .
خرج الاسد وهو يمتليء
غيظا وضيقا من الحاكم
وظل يفكر في حيلة للانتقام من الملك وهو يقول
في نفسه يجب ان يعلم
ان هناك فرق بين ابن الاسد وابن غيره
وذهب الاسد الي الضبع والنمر
واتفق معهما علي الانتقام من الملك ولكن الامر
ليس باليسير فهناك حراس حول الملك يمكن ان يقضوا عليهم في لحظة واحدة ان معهم
بنادق واسلحة تحميهم
.
فكر الاسد في حيلة للقضاء علي الملك فقال انني
يمكن ان ادخل القصر بحكم انهم يعرفونني
وبهذا اسهل لكم الدخول من البوابة
وسوف اجعل كل واحد منكم يلبس ملابس
اسد يشبهني فلا
يعرف الحراس من هو , وسوف
اجعل كل واحد منكم يصعد الي اعلي القصر فوق حجرة الملك ثم تقفزون
من الشرفة الموجودة في حجرة الملك ونتجمع
كلنا مرة واحدة وننقض عليه . اما انا فسوف اجعل
الحراس الموجودين امام غرفة الملك يتجهون بعيدا بان اقول
لهم ان الملك يأمرهم بالذهاب الي
اسفل القصر ادخل معكم
دبر الجميع المؤامرة وصعد النمر والضبع
الي
اعلي السطح دون ان يراهما احد اما الاسد
فانتظر اسفل القصر ولما حان موعد الهجوم اشاروا اليه كان
الاسد قد
فال للحراس بان الملك يأمرهم ان يتجهوا جميعا لأسفل القصر فانصرفوا .
وفجأة دخل
الاسد علي الملك بينما كان النمر والفهد قد نزلا في الشرفة ودخلا منها لحجرة الملك
ايضا استيقظ
الملك وقال في فضب
حين راي الاسد والنمر والضبع في غرفته من الذي سمح لكم بالدخول
؟
قال الاسد ايها الملك
لم تبالي بنا ولم تضع اعتبارا
لنا وقتلت ابناءنا فكان جزاؤك القتل
, قال الملك ولكن الحراس سيمنعونكم .
ونادي الحاكم علي حراسه قال الاسد
هم موجودون اسفل القصر ولن يسمعك احد , تاكد الملك انه لا
حيلة له فحاول ان يمسك ببندقيته ولكنهم سبقوه وهجم عليه الجميع
مرة واحدة وقتلوا الملك .
خرج الاسد اولا من
القصر ولم يشعر به احد ثم هرب
ثم خرج بعد ذلك النمر ثم الفهد وكل واحد منهما يلبس ملابس الاسد
فلم يقبض عليهما احد ثم بعد ذلك هربا بعيدا عن القصر .
وبهذا انتهت حياة الملك الظالم
علي يد الثلاثة