كانت الحمامة تطير كعادتها بحثا عن الرزق وكان الجو
جميلا وسط الحقول الغضة والمبهجة
, و ارادت ان تستريح قليلا من عناء التعب والطيران
ولكي تتناول بعض الحبوب التي تحتاجها
للطعام .
واثناء تناولها لبعض الحبوب
وجدت ثعبانا يتجه نحوها
ببطء شديد ويقول لها ايتها الحمامة
ارجوك اسمعي لكلامي لا تخافي فانا مريض جدا واحتاج
لبعض العلاج ولا يوجد غيرك يقوم باحضار
العلاج لي , قالت الحمامة وهل يوفي ثعبانٌ
بوعده مع حمامة مستحيل ان اثق
في كلامك او ان استجيب له
, قال الثعبان صدقيني
انني مصابٌ بجرح عميق
في منتصف جسمي جعلني
غير قادرٍ علي الحركة الا ببطء شديد وظل يبكي لها
,
رق
قلب الحمامة وقالت له
ما هي الادوية التي تحتاجها ومن أين
احضرها لك ؟
قال الثعبان لا عليك انها
مجموعة من الاعشاب تقومين باحضارها من حولك وتضعينها علي الجرح فيكون الشفاءُ بإذن الله ذهبت الحمامة لجمع الاعشاب للثعبان
وقامت بطحنها وهي بعيدة عن الثعبان ولما انتهت من طحنها فرح
الثعبان وقال هيا يا صديقتي المخلصة وادهني مكان الجرح ولك مني كل حب وتقدير
يا طيبةَ القلب .
كان الهدهد يراقب الموقف
من اعلي غصن علي الشجرة فقال لها ايتها الحمامة ان الثعبان غدار
انه يريد ان يجعلك تقتربين
منه حتي
يقوم بافتراسك انه ليس بمريض
ولا يعاني من اي شيء غير الجوع ارجوك لا تسمعي
كلامه .
ولكن الثعبان قال له
ايها الهدهد انت معدوم من الرحمة
وتريد ان تجعل الحمامة مثلك الا تري جسمي مريض
وانا غير قادرٍ علي الحركة .
سمع
الثعلب صوت الهدهد فانجذب اليه فسمع اخر ما
حدث بينهما من حوار وفهم الهدف من حيلة الثعبان , فقال
في نفسه انا اولي بالحمامة من
الثعبان وقبل ان يلتهما اقوم انا بافتراسها واجري بها بعيدا عنه .
نادي
الثعلب علي الحمامة وقال لها ايتها الحمامة اسمعي كلام الثعبان انه مريض
فهيا انزلي وقدمي له الدواء وسوف
اقوم انا ايضا بتقديم هدية ثمينة لك وهي من الحبوب كنت احضرتها لك ,
كادت الحمامة ان تصدق الثعلب
ولكن الهدهد قال لها ماذا دهاك يا صديقتي العزيزة أتصدقين
كلامهم ان كل واحدٍ منهما يريد افتراسك , ظلت
الحمامة في حيرة من امرها اتصدق الهدهد ام تصدق
الثعبان والثعلب .
هبط النسر من اعالي الجو
حين رأي ما حدث
وجلس يراقب ما حدث ورأي الكلب النسر يهبط من أعلي الجو
فقام ليراقبه فقد كان يريد أن يسأله
عن امر ما ولكنه
وجد هذا المشهد فانتظر وظل يراقب المشهد بهدوء وصمت .
رق
قلب الحمامة للثعبان ولم تسمع كلام الهدهد
وقالت ان الثعلب سوف يقوم باهدائي ببعض الحبوب
كما وعدني وانا جائعة وحين هبطت
الحمامة وحين اقتربت من الثعبان كان الثعبان
قد استعد للدغها
ولكن النسر كان قد سبق الحمامة وقام
بغرس اظافره في راس الثعبان وخطفه بينما انقض الكلب علي الثعلب الذي حاول
الهجوم علي الحمامة وافتراسها قبل ان تذهب للثعبان فر الثعلب
بعيدا عن المكان وهنا
علمت الحمامة ان عناية السماء انقذتها منهما وانها كانت
ساذجة .
تأسفت
الحمامة للهدهد لانها لم تسمع
كلامه . وصارت بينهما صداقة للابد .
اما الثعبان فقد اصبح فريسة
للنسر
والكلب اصبح صديق الدجاجة
والهدهد