تقابل القط والكلب ذات يوم
بعد الغروب فسارا سويا
وقابلهما القرد وكان القرد
قد شعر بالضيق فأراد أن يمشي مليا
حتي يذهب ما به من ملل ,
ظلوا يتحدثون وهم يسيرون
حتي جاء وقت صلاة العشاء
وجدوا جماعة من
القرود قد أذنت
للصلاة وقامت في مصلي خاص بهم بجوار منازلهم
وهذا المكان علي قارعة الطريق بحيث يصلي
فيه المارة وخاصة من من لم يسكن داخل هذا المكان .
وقال الكلب
لهم هيا يا إخوتي لنصلي
ولكن القرد لم يكن
يعرف كيفية أداء الصلاة فشعر بالإحراج ورأي
الكلب في و جهه ذلك فقال لا تقلق
سوف اقوم بتعليمك الوضوء اما الصلاة فافعل كما يفعل الإمام
وجاء الأسد من بعيد فقد
كان عرينه بجوار منازل القرود
, رآهم يستعدون
للصلاة فسألهم ماذا تفعلون
قالوا نذهب للوضوء كان الأسد
مشغولا ولكنه قال يجب ان انسي كل
شيء الا الصلاة وقال أنا لا أصلي الا علي سجادتي وسوف أقوم
بإحضارها علي الفور واعود بها إليكم
سريعا قبل ان تنتهوا من وضوئكم فلا تصلوا
بدوني .
وفعلا احضر الأسد
سجادته علي الفور وأتم القط والقرد
والكلب وضوءهم ونزل الأسد وتوضأ هو الاخر حيثا كانوا يصلون صلاة النافلة مع بقية القرود ولما فرغ الأسد من
وضوئه اقيمت الصلاة وصلي الأسد اماما
بالجميع .
رأي الضبع
هذا الموقف كاملا حيث كان
يستريح علي شجرة ممهدة وقصيرة في
مكان قريب منهم ولكنهم لم يروه ,
حقد الضبع علي الكلب وقال كيف
لهذا الكلب ان يصلي مع الأسد إنه كلب
نجس انه لا يتطهر من بوله
انه يرفع رجله فقط
عند التبول ولا يقوم بالتطهر من البول ولكن
يجب ان افعل شيئا
يؤذيه .
وانتهي الجميع من الصلاة و جلسوا مع الأسد في المسجد
برهة لصلاة النافلة اي السنة وبعض الاذكار وطلب الأسد
منهم ان يذهبوا معه
في عرينه للسمر ومعرفة اخبارهم . كانوا جميعا سعداء بدعوة الأسد
لهم فمن النادر ان يجلس
الكلب والقط والقرد مع الأسد الا
لضرورة او لامر مهم وجهز لهم الأسد سجادة الجلوس وهي لا تكون الا للضيوف
المهمة عند الأسد راقب الضبع من بعيد
كل ما يحدث وقلبه يمتليء حقدا
علي الكلب حين صلي مع الأسد وأيضا
حين اصبح ضيفه .
طلب منهم الأسد ان يتجمعوا عنده كل اسبوع
في نفس الوقت ليصلوا العشاء في
جماعة ولكي يجلسوا سويا مثل هذه الجلسة
للسمر والجو جميل ومنعش بعيدا
عن اي ضوضاء او جلبة .
قضي الجميع وقتا طيبا
يتسامرون حتي شعر الجميع
بالميل للنعاس فانصرفوا جميعا كل
واحد الي مكانه لكي
ينام .
وقام الأسد
باعادة سجادته التي يجلس عليها
والاخري التي يصلي عليها الي مكانهما
الدائم وهو بجوار عرينه مباشرة
وكانت تغطي باوراق الشجر .
اما الضبع ففكر
في حيلة لكي يضع الكلب في محنة شديدة وقال
لا بد أن أسرق سجادة الأسد
واجعلهم يتهمون بها الكلب حتي ينال
أقسي عقوبة وهي الاعدام , وبعد ان
انصرف الجميع ودخل الأسد
لينام وذهب في نوم عميق قام الضبع
بسرقة سجادة الصلاة الخاصة بالأسد ولم يستطع سرقة سجادة الضيوف الخاصة به لانها ثقيلة عليه وتحتاج الي
فرد اخر معه كي يحملها معه وسوف تُحدث صوتا
يجعل الأسد يستيقظ .
حمل الضبع السجادة إلي
مكان بعيد عن الاعين وقام باخفائها
فيه وراه القرد "شامخ
" من بعيد دون ان يشعر
ولم يتكلم القرد ولما جاء الموعد
التالي من اللقاء
الذي اتفقوا عليه كل اسبوع ذهب الأسد للبحث
عن سجادته فلم يجد سجادة الصلاة
غضب الأسد غضبا شديدا وهاج وماج
والجميع يحاول ان يقوم بتهدئته حتي
هدأ قليلا و قالوا جميعا وكانوا قد
تجمعوا معه وجلسوا معه علي سجادة
الضيوف لا بد ان نفكر في الامر بحكمة
وعقل دون ان نظلم احدا
فقال القرد يجب ان نبحث كل واحد في اتجاه وان ننادي في الغابة بحيث كل واحد
يبحث في موقعه واترك لنا ايها الأسد اسبوعا
للبحث عنها
علمت الغابة كلها
بموضوع سجادة الأسد المفقودة
و انشغل الجميع بالبحث عنها
حتي الافيال كانت تنادي في الغابة بصوتها الجهوري حتي
يعلم الرائح والغادي من افراد
الغابة بأمر سجادة الأسد
.
قابل الضبع الكلب وهو ذاهبٌ
لاجتماع الأسد فقال له انني جهزت
لك عطرا خاصا سيكون لائقا بك حين تقابل الأسد
فرح الكلب بهذا العطر الذي القاه
الضبع علي وجه الكلب ولكنه في الحقيقة عبارة عن عطر ممزوج بمادة تمنع حاسة الشم عند الكلب حتي لا يشم
رائحة السجادة ولا يعرف مكانها
ثم ذهب الكلب لاجتماع الأسد
قطع الضبع من سجادة الأسد قطعة صغيرة وقام
بوضعها بجوار بيت الكلب .
وجاء في
الاجتماع الخاص بهم والذي يحضره الكلب
وقال للأسد يا سيدي الأسد ان الذي قام
بسرقة سجادتك هو الكلب الذي
تستضيفه وتكرمه وجعلته يجلس علي سجادتك ويصلي معك
. غضب الأسد غضبا شديدا
وقال له وما الدليل علي ما تقول
؟
قال الضبع هيا
بنا لاريكم الدليل
وجاء الجميع معه وذهبوا الي بيت الكلب
ووجدوا بجواره قطعة من
السجادة مقطوعة , غضب الأسد
غضبا شديا وقال احكموا انتم بما ترونه مناسبا حزن الجميع
وقالوا ان الكلب اخطأ ويجب ان ينال
عقوبته .
صرخ الكلب
وأقسم انه لم يفعل ذلك وان هذا
ليس من اخلاقه انه رمز
الوفاء والعفة في الغابة , لم يصدقه احد وقال الأسد
يجب ان نجد السجادة اولا حتي نحكم عليه واستعانوا بكلابٍ اخري
لتشم رائحة السجادة وبعد البحث وجدت السجادة مدفونة بجوار بيت الكلب
صاح الكلب لست
انا ولكن لم يعد أحد يصدقه
وقال الأسد لا
بد أن نعقد محاكمة للكلب امام الغابة
كلها ليكون الحكم امام الجميع وليكون عبرة لمن تُسول له نفسه فعل اي
شيء مثل فعله وحددوا
الاجتماع بعد اسبوع
بعد صلاة العصر
وتم حبس الكلب حتي موعد تنفيذ
العقوبة .
كان القرد الذي
رأي الحادث قد مرض ولم يخرج من منزله منذ ذلك الحين
ولم يعلم شيئا عن الحادث , واقترب موعد عقاب الكلب والجميع
ينتظر العقوبة والكلب يصرخ برئ
ولا احد يستجيب لكلامه
وجاء موعد التنفيذ
ووقف الكلب امام الجميع والمكان
حوله ممتلئ بالمشاهدين وكانه
ملعب كرة قدم ما بين واقف علي الاشجار وما بين محلق في الجو وما بين واقف علي رجليه منظر عجب والكلب ينتظر ان يعرف عقوبته وما ان بدأ
النطق بالحكم حتي
صاح القرد " شامخ
" ارجوك أيها الأسد انتظر
ان الكلب بريء نظر اليه الأسد وقال وما
دليل كلامك ؟ قال القرد
لقد شاهدت الحدث
كله من اوله الي اخره ورأيت الضبع وهو يقوم بسرقة سجادتكم واخفائها
بجوار منزل الكلب مباشرة
وقام بتغطيتها باوراق الشجر
قال الأسد واين كنت في المدة السابقة ؟
قال القرد كنت مريضا
جدا ولما تماثلت
للشفاء علمت بما حدث فجئت في الوقت المناسب لانقذ برئيا من الموت
صاحت كل الغابة الكلب بريء الكلب بريء
اما الضبع فحاول ان يختفي عن اعين الجميع ويتسلل هاربا
ولكن الجميع كان له بالمرصاد لقد
جاؤا به الي الأسد وقالوا
هذا هو الظالم الحقيقي انه يستحق
العقوبة مرتين مرة لسرقته ومرة لاتهامه
الكلب البريء ولكن الأسد قال :
يجب ان نتأكد جميعا من ما قاله
القرد
نزل الصقر الذي
كان يحلق في اعلي الجو وهو يشاهد
الموقف قائلا انا
خير شاهدٍ علي كلام القرد شامخ
لقد رأيت الضبع يوم الحادث بجوار
بيتكم ولكن لم استطع
رؤية اكثر من ذلك فقد كان الجو
شديد الظلمة وأيضا
لم أتأكد من سرقته لسجادتكم الا بعد ما سمعت
قالوا جميعا انها حيلة وضعها الضبع
حتي يثبت التهمة علي الكلب ,
صاح الكلب وفرح هو وكل
اصدقائه ببرائته ومعرفة الجاني
الحقيقي
ولم يجد الضيع
حيلة الا بالاعتراف خاصة وان
الكلب كان مشهورا بينهم بالصدق والوفاء
وان الضبع كان مشهورا بالغدر والخسة , ووقف الضبع نفس موقف الكلب وقد حُكم عليه بالموت ولكن الكلب
جاء الي الأسد ليشفع في الضبع وقال
ارجوك يا سيدي الأسد لا تجعل عقوبة
الضبع الموت بل اجعله عقابا فيه رحمه فانا مسامح له في حقي
قال الأسد وانا مسامح له
ايضا في حقي ولكن هو جاني ولا بد له من عقوبة
وتشاور مع حكمائه وقال اذن
نقطع ذراعه الايمن
الامامي وهو جزاء السارق ونفذوا الحكم وقطعوا ذراع الضبع الامامي الايمن .
والجميع فرح
ومسرور بعقوبة الضبع لانه خان الامانة
والعشرة
وعاد الأسد
الي مجلسه مع الكلب
والقط والقرد كما كان كل
اسبوع بعد صلاة العشاء للسمر ولكن ضم اليه
بعض الحيوانات الاخري ومنع الضبع من
حضور اي جلسة له
وكان الضبع
كلما قابل الكلب ينظر الي يده
ويتندم علي ما حدث له ويشعر بالاسي
والحزن من ما حدث ولكنه يقول
للكلب انت انقذتني من الموت بعفوك ومسامحتك
لي
وكان الكلب
يقول له
. وما علي الا ان اسامحك فكلنا يحتاج
الي المسامحة
وعاشت الغابة بعدها جوا من الهدوء والانسجام وهي تحكي قصة السجادة المفقودة لتكون
عبرة وعظة للجميع