كانت فردوس تلميذةً كسولة لا تصلي لا تصوم ولا تذاكر دروسها اطلاقا الا حين تخاف من
العقاب وكانت كلما سالها احد من زملائها عن العلم كانت تقول
له انا لا احب المدرسة انا احلم ان اكون غنيةُ جدا والمدرسة والعلم لن يجعلاني
غنية والدراسة تحتاج الي وقتٍ طويل وتعب كثير
نصحها زملاؤها إذا أكرمك الله فسوف تصبحين غنية بعد عملك
واجتهادك وبمجهودك وجهدك سوف تصلين الي ما تريدين قالت ولكني اريد
ان اصبح غنية بسرعة ولن ابالي بكلامكم ولن اشغل بالي بالعلم ولن اغير اسلوبي قالوا لها ان السماء
لا تمطر ذهبا ولا فضة ومن طلب العلا سهر الليالي ان جمال الحياة يحلو بالتعب والجهد والمعاناة لم ترد عليهم ولم تبالي بهم ولم
تلفت الي اي حديث زملائها في هذا الموضوع .
نصحها احد زملاؤها وقال لها يا فردوس
ان لم تحبي الدراسة والعلم والعمل فاهتمي باخرتك
واعملي لها فيجب عليك ان تصلي
فانك ربما جاءك ملك الموت في
اي لحظة . فعليك بالصلاة
والعبادة ردت عليهم وقالت انا مؤمنة بالله
وسوف ادخل الفردوس الاعلي من الجنة ولن يعذبني الله ابدا ومع ذلك فلم
تصلي ولم تبالي بكلام زملائها لها ولم تشغل بالها بذلك
قالوا لها ان الجنة
تحتاج الي عمل وتعب وعبادة ومن يريد ان يدخل الجنة لا بد من ان يفعل الخيرات ويصلي ويصوم
ويعطف علي المحتاج والمسكين ويساند الضعيف
ولكنها لم تعد تبالي بهذا الكلام
وجدت
البنت فردوس مبلغا كبيرا من المال فأخفته ولم تُعلم
احد .
ووجدت
في الشارع رجلا فقيرا يبحث عن هذا المال ويبكي لانه في حاجة اليه ولكن
فردَوْس لم تبالي به واخذت المال وانفقته في شراء
ما يخصها دون ان يعلم احد حتي والدتها كانت لا تعلم
شيئا عن ما حدث
واشترت لنفسها فستانا
جديدا .
وجدت رجلا مسنا في الشارع يحتاج الي مساعدة
لكي يمر من الطريق ولكنها لم تلفت له ولم تبالي به وكانت تسب بعض زملائها بألفاظ حادة حتي تأفف
الجميع منها
كانت تسيء الي جاراتها وينصحها زملاؤها يا اختنا فردوس لا تسيئي
الي جيرانك فالنبي صلي الله عليه
وسلم اوصي بالجار خيرا ولكنها
لم تبالي بما قيل لها
ذهبت الي البيت ذات يوم وكانت متعبة جدا . فدخلت
المنزل وذهبت لتستريح في غرفة نومها
شعرت بان رأسها ثقيلة
ووجدت نفسها تميل الي النوم فاستجابت
له ودخلت في نوم عميق
رأت
فردوس في المنام الرجل الفقير
الذي ضاعت منه امواله ووجدتها
فأخفتها وحين راته في الشارع يبكي ويبحث عن المال لم تتأثر
راته في المنام يحاول الجري وراءها وهو في صورة مفزعة ويحمل في يده سكينا
أصيبت بالرعب وظلت تجري وهو يجري خلفها
حتي تعثرت ووقعت علي الأرض فلحق الرجل بها
وحين حاول ان يقبض عليها
قامت مفزوعة من النوم وهي تصرخ
انقذوني انقذوني
جاءت امها اليها مسرعة وقد استيقظت
وعلمت انه حلم مفزع فضمتها
الي صدرها
وهنا كفت فردوس عن الصُراخ وبدات تشعر بالأمان وحكت لامها كل ما حدث فهدأتها امها حتي هدأت تماما .
قالت أمها يجب ان
نرد هذا المال الي صاحبه اولا
قالت انني انفقته قال امها
سوف ندفعه نحن ولكن يجب ان تتعظي وتتعلمي من هذا الدرس ندمت فردوس علي فعلتها
وقالت
يجب ان اكون مطيعة لله
وان اصلي واصوم واحترم الكبير واحافظ علي الجيران ويجب ان اعمل واجتهد
وبدأت فردوس تعمل بجد
واجتهاد وتنسي حياتها القديمة
وفعلا
اصبحت فردوس محبةً
للخير ومجتهدة تذاكر دروسها بهمة ونشاط وهنا احبها
زملاؤها وفرحوا بها كثيرا ونسوا ما كانت عليه قبل ذلك .وتفوقت في دراستها.