كان البلبل كل يوم
يغني فوق غصنه بصوت جميل
كانت تلتف حوله الكثير من الطيور لسماع صوته العذب
, حتي بعض الحيوانات كانت تأتي ايضا لزيارته وسماع صوته العذب و كان البلبل يحب التنقل من مكان إلي مكان
ومن شجرةٍ إلي شجرة يستمتع بجمال
الطبيعة وهو يقو ل ان الفنان
يجب أن يستمتع بجمال الطبيعة اكثر لكي يخرج اجمل ما عنده من فنون .
وحط البلبل مرةً علي بعض أشجار الخشخاش وهي من النباتات التي تستخرج
منها مواد مخدرة
واراد البلبل ان يجرب
هذه الشجرة التي لم يعرف
تأثيرها المخدر فتناول بعضا من
اوراق هذه الشجرة ومع ان اوراق
الشجر ليست طعامه لأنه
يتغذى علي الحبوب الا ان حب التغيير والتجديد والتجربة هو ما استهوي صديقنا البلبل وكرر الاكل منها مرات كثيرة وجد نفسه بعد ذلك لا يستطيع
ان يتخلى عن تناول هذه الاوراق بدأت تظهر
تصرفات غريبة علي البلبل لم يعد صوته جميلا
وعذبا كما كان لم يعد ملتزما بمواعيده في الغناء بدا يتكاسل في كل شيء تعجب كل
محبي البلبل من ما حدث له
ولم يكن أحد يعلم السبب الرئيسي لما حدث
له ولكن الاصدقاء المقربين هم فقط
من بدأ يهتم ويسأل عن حاله اما بقية
الحيوانات فانصرفوا عنه وبدوءا يستمعون
الي صديقه الكروان صاحب الصوت الجميل .
حزن البلبل من ما حدث من الحيوانات ولكنه عذرهم
حيث تأكد أن العيب كان منه هو لا منهم وانه قد ادمن
نباتا مخدرا هو نبات الخشخاش وترك البلبل
المكان وذهب إلي صديقه هزاز الذيل والذي اشتهر
بذلك لأنه كان دائما يهز ذيله
.
سمع
هزاز الذيل من صديقه البلبل حكايته وعرف
حالته وقال له يجب ان نذهب سويا إلي صديقنا الفيل المشهور
بالطب
اتجهوا الي صديقهم الفيل وقال الفيل له اولا لا بد ان تبتعد عن تناول
اي نباتات غريبة الا بإذن مني ووصف
له بعض الاعشاب الطبية ووصف ايضا عسل النحل وحبة البركة
وغيرها وحدد له الكميات
والمواعيد لتناول الاعشاب وبقية الدواء وان
يستمر علي ذلك لمدة لا تقل عن شهرين
لان التخلص من أثر المواد المخدرة من الجسم
يحتاج الي وقت طويل
احيانا .
وسار
البلبل مع صديقه هزاز الذيل الي مكان هادئ علي شاطئ البحر وعلم الهدهد بما حدث فذهب
ليقيم معهم مدة علاجه
وتناول البلبل الدواء بانتظام وجدية حتي تم الشفاء الكامل وقبل ان يعود الي الغابة مر علي صديقه مالك الحزين
الذي كانوا يسمونه بحكيم الطيور وحكيا له ما حدث للبلبل وحزن مالك الحزين جدا من ما حدث لصديقه البلبل ونصحه بان يبتعد عن رفقاء السوء الذين يشجعونه
علي تناول أي طعام غريب ربما يكون ضارا في النهاية .
عاد البلبل إلي الغابة يتغني بصوته العذب الجميل وعادت
الحيوانات تستمع له كما كانت من ذي
قبل وفرحت بعودته
إلي ما كان عليه وتعلم البلبل من هذه المحنة
ان يحافظ علي اصدقائه المخلصين له ومنهم هزاز الذيل وان يتجاهل
كل من تخلي عنه في محنته وبهذا يقول البلبل
ان المحن ربما كانت مفيدة للفرد لأنها
تجعله يعرف الصديق الوفي من غيره .