لم اكن
اعرف غير اللعب
والعبث بالاشياء .
واخذني والدي الي
الكتاب فاهملني الشيخ وتركني في حجرة
الصغار وكان يكلف
احد الحفظة المتميزين
عنده بتحفيظنا بعضَ
السور القصيرة كما كانت
تفعل معلمات الحضانة
ويتكرر ذلك كل يوم دون
جديد .
وعندما كنت
في الصف الاول الابتدائي
اخذني والدي من يدي وذهب
بي الي كُتاب
اخر لشيخ اكثر
جدية من الاول ليقوم الشيخ بتحفيظي
للقرآن . كنت خائفا
جدا من هذا الامر
هل ساستطيع ان احفظ
القران ام انني
سانال حظا كبيرا
من العقوبة البدنية
وكانت بالضرب بالعصا
كنت خائفا جدا ولكنني
قلت لا حيلة لي
الا ان ارضي بالأمر الواقع
.
لم يكن الشيخ
قاسيا كما تخيلت لقد
كان رجلا طيبا محبا
للاطفال ووجدت نفسي
احفظ بدون ضرب
وبدون عقاب ولكن
الفضل الاكبر كان
للشيخ فقد كان
يعطيني واجبا يتناسب
مع قدراتي العقلية
فكان يعطيني واجبا احفظه بعضَ آيات او
سورة من السور القصيرة
فقد كنت احفظ
الايات فقط وان لم اكن
استطع قراءتها . وانتهيت
من العام الدراسي الاول
وببداية دخولي الصف
الابتدائي الثاني كنت
قد انهيت حفظ الجزء
الاول وبدأت اتعلم
القراءة والكتابة وان
كنتُ ما زلت متوسطا
فيهما ولكنني بدأت اقرأ
القرآن بيسرٍ اكثر
من ذي قبل .
. وفي العام
الثاني الدراسي تعلمت الوضوء
من احدي المدرسات وتعلمت
الصلاة من مدرسة
اخري واتقنته جيدا وبدأت
اطبق ذلك في
صلاتي وعلمت صديقي سعيد
الذي لم يستوعب
ما شرحته المدرسة .
كنت اعسرا فكنت
اكل بشمالي واكتب بشمالي
ولم افهم معني
ذلك ولكن والدي
عندما كان يراني اكل بشمالي
كان يمنعني مرة تلو الأخرى
بلين حتي امتنعت
ان اكل بشمالي
نهائيا ولم افهم معني ذلك
الا بعد ان كبرت .
كنت اخاف كثيرا
من الكلاب واحاول ان
ابعد عنها بقدر
المستطاع ولكني احيانا
كنت اتعرض لها
خاصة عندما كنت
اسير وحدي وفي مكانٍ بعيدٍ عن
المنزل فالمكان الريفي
دائما ما يوجد فيه هذا الكلاب مطلقة
في الشوارع ولكنها
لم تكن تؤذيني فكانت
تجري خلفي وانا
افر هاربا ويأتي البعضُ
لينقذني فتهرب الكلاب والحمد
لله لم يعضني
كلب ابدا وانا
صغير
كنت اذهب دائما
مع والدي لزيارة
اقاربنا في بلاد اخري
وكانت منازلهم محاطة بالأشجار والنباتات الجميلة فكنا
نقضي اوقاتنا جميلة معهم
نقضي اوقات السمر
في الحديقة وخاصة
في ليالي الصيف واحيانا كنا نسهر حتي
اذان الفجر سويا
ولكنني كنت ادخل في نوم
عميق ووالدي يقوم
بادخالي الي غرفة النوم
ويكمل هو سمره
معهم .
وبدأ العام الدراسي
الثالث بدأت اشعر فيه بحب
للعلم وبدأت اشعر فيه
بحبي للقراءة والمدرسة اكثر من السنوات
السابقة خاصة وانني اتقنت
القراءة والكتابة وكنت
قد حفظت جزائن
من القرآن بدأت
اجتهد في حفظ القرآن
وبدأت اجتهد في المدرسة ولاحظ الجميع
ذلك
كنت عندما اخرج
من المدرسة اعود
للمنزل لتناول الغداء وتغيير ملابسي
وارتاح قليلا واراجع ما حفظت
من القرآن ثم
اذهب للكتاب وبعدها
اذهب للعب حتي
ياتي المساء بعدها
اتجه للمذاكرة حتي
انام ثم استيقظ دائما
مبكرا فاصلي الفجر
ثم اكمل ما
تبقي علي من واجبات
واحيانا كنت ارتاح
عندما اكون قد اكملت
واجباتي الدراسية في المساء .
وكنت
احيانا ما اهذب
لزيارة جدي الذي كان يعيش وحده
وكان يسعد كثيرا بزيارتي
له وكنت احكي
له دائما عن ما
يحدث في مدرستي او في
المنزل او مع
الشيخ وكان مسرورا
جدا بنجاحي في المدرسة
وحفظي للقران وكان
يشجعني علي ذلك .
وانتهي
العام الدراسي الثالث
وحصلت علي الترتيب الثالث
علي الفصل .
كان جدي كثيرا
ما يحكي لي
قصصا خيالية او
واقعية ولكنني تعلمت
منه الكثير وعرفت
منه مالم اتعلمه
من غيري وكان ايضا يقدم لي
الكثير من النصح والارشاد .
حزنت كثيرا لأنني حصلت علي الترتيب الثالث
ولم أكن الاول
مع انني هذا العام قد حققت
انجازا كبيرا فلم اكن
افكر ابدا في هذا الامر قبل ذلك و
كنت قد حصلت علي الترتيب الثامن علي
الفصل ولم اتضايق . ولكنني قررت ان
اصبح متميزا بعد ذلك .
ومرت الاجازة
وبدا العام الدراسي الرابع
وكنت قد حفظت خمسة اجزاء م
القران وطلبت من والدي ان
اترك حفظ القران اثناء
الدراسة واكمله في
الاجازة ووافق والدي
ومر العام الدراسي الرابع
وحصلت علي الاول
بجدارة ثم اكملت حفظ القران
في الاجازة فاكملت حفظ الجزء
العاشر بنهاية اجازة
العام الرابع
بدأت اعرف لعبة كرة
القدم وبدأت اشترك
مع اصدقائي في مبارياتهم وحققت نجاحا
ملحوظا فصرت في
فريق الفصل ولكننا
لم نحقق فوزا في الدورة
التي نظمتها المدرسة لنا ولكن اداؤنا
كان لا بأس به .
وجاء العام
الدراسي الخامس وحافظت
علي نظامي وحبي للمدرسة
وحبي للعلم ولهذا حققت نفس النتيجة
السابقة وهي الاول علي الفصل
واكملت حفظ القران
الكريم في الاجازة فأتممت
حفظ خمسة عشر جزءا
مع نهاية الإجازة .
وتوفي جدي
وحزنت عليه كثيرا
ولكن بمرور الوقت بدأت انسي
الفراق الذي المني
واوجعني كثيرا . وبعد ان
انهيت العام الدراسي السادس بتفوق
كعادتي وحصلت علي
الاول علي المدرسة
توفي والدي في حادث اليم كانت
ضربة قاصمة لظهري فانا
كبير الاسرة ولي اخت
اصغر مني كانت في الصف
الرابع واخ اصغر
منها كان في الصف الاول
الابتدائي حزنت كثيرا
ولكنني كنت مصرا
علي النجاح . حيث بدات
منذ هذه اللحظة
متاعبي وقلقي وتوتري .
ومع ذلك فقد
ترك لنا والدي
معاشا حكوميا مناسبا
ولكنه لم يكن يكف بكل احتياجاتنا
. ما كان علينا الا التنازل
عن الكثير من
مطالبنا الشخصية وتدبير المعيشة
حتي يكفي المعاش
مصروفاتنا الشهرية .
بدأت اعمل في الاجازة
كي احصل علي اي
دخل يساعدنا بقدر ما
في العبور من هذه
المرحلة وتعلمت بعض
الصناعات واتقنتها مع انني كنت صغيرا وكنت
ايام الدراسة لا اعمل ولكنني
كنت اعمل في
اجازة نصف العام
واجازة نهاية العام
الدراسي ومع ذلك
كنت محافظا علي نجاحي وتفوقي ولكن
قل تفوقي نسبيا عن المرحلة السابقة .
وادخرت جزء كبيرا
منها وانتهي العام الدراسي
و حصلت علي مجموع كبير
جعلني التحق بكلية الطب
وكانت فرحتي وفرحة الاسرة كبيرة
فهذا كان هدفي
وهدف والدي . حمدت الله
كثيرا ان الظروف
لم تؤثر في بالسوء وتبعدني عن تحقيق هدفي
ومع ذلك كنت
اعمل احيانا في اوقات الفراغ في اي عمل مناسب
وايضا كان يطلب مني احيانا
اعطاء دروس للتلاميذ
او تحفيظهم القران
فكنت اقوم بذلك واحصل علي
اي مبلغ رمزي وهو ما يساعدني نسبيا
في نفقات دراستي
وتمر الاعوام لانهي
دراستي بكلية الطب
وليتم تعييني معيدا بقسم
الجراحة . شعرت
يومها بالراحة الشديدة
فقد بدأت اعتمد علي نفسي
كثيرا بل واساعد اسرتي .
واجتهدت كثيرا حتي
دبرت نفقات الزواج
وترزوجت بزميلة لي
في الكلية وابوها
كان دكتورا في الكلية
في احد اقسامها . وتمر الاعوام
لاصبح اكبر طبيب
جراح في العالم
وأتذكر ايام طفولتي
وارجع
الفضل في كل ما
انا فيه
من نجاح وتفوق
الي فضل الله اولا
ثم الي جدي
الذي علمني الكثير
ودفعني الي الامام وعلمني
كيف اصبر وكيف اتعايش
مع ظروف الحياة
وكيف يصبح عندي
امل