كان الأستاذ حسام متخرجا جديدا
من الجامعة من كلية التجارة ولكنه كان حافظا للقران الكريم ولكن مجتهدا في دراسته
وكان والده شيخا جليلا حافظا للقران بحث الأستاذ حسام عن عمل فلم يجد وكانت هناك مسابقة للتعيين في التعليم كمدرس
لتحفيظ القران فرح والده بذلك وقال هذه
فرصة لك لكي تؤدي ضريبة عليك كما حفظت القران عليك ان تقوم بتحفيظه لغيرك وتنال ثوابا كبيرا
كان الأستاذ حسام معترضا وقال
لوالده انا لا ارفض تحفيظ القران ولكن انا
حاصل علي كلية التجارة واعمل في مجال غير مجالي لماذا اذن تعلمت في الجامعة ؟
قال الوالد : ولكن لا تجد فرصة
مناسبة وهذا الوقت الذي يمر عليك دون جدوي لماذا لا تستغله في ذلك وحين تأتي
الفرصة المناسبة ما عليك الا الاتجاه لها ان الوقت يا ولدي كنز ثمين وامانة يجب ان
نستفيد منه في اي عمل مثمر حتي ولو لم يعد علينا بفائدة مادية يجب ان نؤدي ضرائبا
علينا تجاه الوطن والدين وحتي العلم الذي تعلمناه
اقتنع الأستاذ حسام
بكلام والده وتقدم للعمل بتحفيظ القران وتم قبوله فقد كان مجيدا حافظا للقران بدا العام الدراسي ولكنه
لم يكن مقبلا علي العمل فهو يشعر انه يؤدي
عملا في غير مجاله وكلف بتحفيظ الصف
السادس الابتدائي
كان يشعر بالخوف من عدم قدرته
علي اداء العمل ولكنه وجد الامور سهلة وقد قام بعض زملائه في العمل القدامي
بتوجيهه وبدا العام الدراسي ولكنه وجد ان مستوي التلاميذ غير مرتفع لم يجد غير
خمسة من التلاميذ في كل فصل او ستة او
سبعة من ثلاثين تلميذ هم المجيدون لحفظ القران شكي الأستاذ حسام إلي والده وقال له
ماذا افعل مع الباقي
قال يا بني يجب أن تجتهد بقدر
طاقتك وتجعله يحبون القران وتعلمهم إن قراءة القران لها اجر كبير وان بكل حرف حسنة
والحسنة بعشر أمثالها كما انك أن جعلتهم يحبونك فسوف يقبلون علي العلم أكثر
والاطلاع قال الأستاذ حسام سوف ابذل ما بوسعي والله المعين 0
بدا ينفذ تعليمات والده وبدا
يجتهد معهم 0
قال له موجه المادة حين سأله
أيضا عن ذلك بابني : إن كل فرد منا له قدرات وإمكانيات عقلية تختلف عن الآخر ولكن
يجب علينا إن نستغل فقط هذه الطاقات ونخرج الأفضل منها أما الضعفاء فلا حرج عليهم
ولكن نجتهد بقدر المستطاع .
كان بيته ليس بعيد عن المدرسة ولكن البعض يركب مواصلات
اما هو فقد كان يركب دراجته في طريقه
للمدرسة ويقول انها وسيلة ممتازة خاصة لهذه المسافات غير الطويلة , فهي رياضة بدنية وهي ايضا توفير للوقود وعدم
تلويث للبيئة , قال يجب ان نكون مثلا اعلي للصغار حتي يتعلموا منا .
وجد نفسه قد
تعود مرة بعد مرة علي النظام الجديد وبدا يتأقلم علي المعهد ويتأقلم الاولاد عليه .
ولكنه وجد ان هناك بعض التلاميذ ضعافا في القراءة
والكتابة فشكي ذلك الي ناظر المدرسة
قال الناظر ماذا افعل ؟ ان العيب في قدراتهم
قال الأستاذ حسام
: ولكن الحل هو ان نحاول تشجيعهم بشتي الوسائل المختلفة لإخراج طاقاتهم
الكامنة وتحفيزهم علي التفاعل مع العلوم حتي تتفتح افاقهم وتستوعب اكثر ليس بالضرب
وليس بالإيذاء وانما باللين وبالتشجيع وبالجوائز والعقاب احيانا ليس بالضرب العنيف وليس الاشعار بالدونية وغيره
فالتعليم يحتاج الي ما يجعل التلميذ يحبه
لا ما يجعله يهرب منه ويكرهه
استمر الأستاذ حسام علي هذا النحو شهورا حتي اكمل الترم
الاول
وبدا في الترم الثاني
وجد نفسه قد تعود علي التلاميذ وتعودوا عليه و وجد انه يحب ان يجعلهم متعلقين اكثر بالقران
وكان منهجهم سورة البقرة طول العام اراد ان يشرح لهم المعاني الصعبة لسورة البقرة
وبدا بالفعل ففي كل حصة كان يوضح لهم بعض المعاني الصعبة ولكنه وجد ان الامر يحتاج الي شرح اكثر فاستأذن
من ناظر المدرسة ان يمنحه حصة كل اسبوع
لهم ليشرح لهم
القصص الموجودة في سورة البقرة قابل الاولاد الامر بالترحيب فهم يحبون سماع
القصص وخاصة ان كان بأسلوب جميل مثل اسلوب
الأستاذ حسام الذي يجعله مشوقا للتلاميذ
واول قصة بدا بها كما في سورة البقرة هي ادم والملائكة .
قال : قبل ان يخلق الله سيدنا ادم قال للملائكة اني جاعل
في الارص خليفة يعني امام او زعيم او فردا
مكرما عن بقية المخلوقات
وهنا قالت الملائكة لله
اتخلق في الارض من يفسد فيها ويسفك الدماء لانهم نظروا الي الحيوانات يأكل
القوي فيها الضعيف كما تعودوا وراوه قبل
خلق ادم , قالت التلميذة علياء كيف كان
حال الملائكة ؟
قال الأستاذ : الملائكة هم خلق الله خلقوا من نور
لا يأكلون ولا يشربون يتشكلون بأشكال
مختلفة ليسوا ذكورا ولا اناثا يطيعون الله وينفذون اوامره في كل شيء لا يعصون
الله ابدا يعيشون في طاعة مستمرة وتنفيذ
اوامر الله .
ولكنهم اطاعوا امر الله ولم يعصوه وكان سؤالهم لله ليس
مخالفة لامره ولكن استغرابا لا اكثر ولكن الله علمهم الاسماء كلها فعلمهم اسماء
الحيوانات واسماء المخلوقات استعدادا لخلق الانسان حتي ان امرهم بشيء يكونوا علي
علم به
وحينما خلق ادم واصبح بشرا سويا طلب منهم ان يسجدوا له
والسجود هو لعظمة الخالق الذي خلقه لا له لذاته .
وكان إبليس طاووس الملائكة كان مكرما بينهم مع انه كان من الجن والجن مخلوق من
نار وقد
امره الله معهم وهنا
رد إبليس قائلا : لن اسجد لمن خلقت
طينا
اي تكبر علي الانسان وقال لن يسجد لبشر مخلوق من طين وهو
افضل منه في نظره فهو من نار وهنا خيره الله بين الطرد من رحمته وبين طاعة امره
ولكنه اختار الطرد من رحمة الله الي يوم القيامة علي ان يطيع امره ويسجد لادم
قام اسعد متعجبا ؟ وقال : وهل لا يستطيع الله ان يهلكه ؟
رد الأستاذ قائلا : بالطبع نعم ولكن الله وضعه في ذلك
ليكون مخيرا له حتي ان ادخله النار لا يكون له عذر وهنا طلب إبليس من الله ان
يمهله الي يوم الدين اي يوم القيامة
واقسم إبليس بانه سيكون همه كله ان يغوي الانسان حتي
يدخله النار
ولكن الله قال له سأجعلك تعيش الي يوم الدين ولكن لن
يستجيب لك عبادي المخلصون المؤمنون ومن يستجب لك ويتبعك فسيكون معك في النار ولعن
الله إبليس , سالته شيماء وما معني لعنه
؟
قال الأستاذ طرده من رحمته اي لن يقبله ابدا
قال : الا يمكن
لإبليس ان يتوب
قال الأستاذ :
ولكن الله علم انه لن يتوب وانه لا امل فيه فلعنه لان الله لن يظلم
احدا كما ان عصيانه امر الله هو السبب
فاصبح مغضوبا عليه الي يوم الدين
وهنا بعد ان خلق الله ادم خلق حواء واصبحت زوجة ادم لانهما اول مخلوقين
من البشر
واسكنهما الله
الجنة ونهي ادم وزوجته ان يأكلا
من شجرة معينة حددها لهما . وهنا ظهر دور إبليس
دخل إبليس عليهما وغواهما
سالته علياء ما معني غواهما ؟ قال اي خدعهما وضللهما
وسوس الي ادم وزوجته حواء بان يأكلا من هذه الشجرة وبان الاكل منها سيكون فيه خير
لهما وبانهما سيخلدان في الجنة بسبب الاكل منها
وبان الله قد نهاهما عن الاكل منها حتي لا يخلدا في الجنة فان اكلا منها
ظلا في الجنة
وضعف ادم وزوجته امام وسوسة إبليس واكلا منها وبعد فترة
شعرا بالحاجة لقضاء الحاجة لانهما كانا لا يفعلان ذلك ان اكلا من اي شجر اخر في
الجنة
ولم يستطيعا التحمل وهنا ارادا ان يغطيا علي ما فعلا من
قضاء حوائجهما فظلا يأتيان بورق الشجر ويحاولان تغطيتهما وهنا اعلمهما الله انهما
عصيا امره وهنا لم يعد لهما مكان في الجنة
وانزلهما الي الارض
وعاشا في الارض حتي انجبا الاولاد ونشات الذرية كلها من زواج ادم
وحواء , وانهي الأستاذ حسام قصته مع الاولاد .
وظل في المنزل لا يعلم احد عنه شيء ولما سألوه علموا انه
كان قد اصيب بنزلة برد شديدة جعلته يغيب
عن المدرسة اسبوعا وقلق التلاميذ عليه جدا وكانوا علي اتصال دائم به وجاء بعد ذلك
وكانوا علي لهفة لسماع القصة التالية
قال لهم سأحكي لكم قصة بني اسرائيل والبقرة
هذه القصة عجيبة وهي ان
اثنان من بني اسرائيل قتلا ابني عمها
ولم يعلم احد من القاتل ولكنهما
جاءا الي سيدنا موسي وقالا له نريد ان نأخذ القصاص من القاتل ,
سالته شيماء ما معني القصاص ؟ قال اي
ان يقتل من قتل
قال الأستاذ مع انهما القاتلان ولم يكن يعلم احد وهنا طلب منهما سيدنا موسي وقال لهما ان الله يأمركم
ان تذبحوا بقرة . ولم يحدد اي بقرة
ولكنهما كانا غبيين وارادا ان يصعبا الامر عليهما فقالا لا نعلم اي بقرة ؟ اطلب من الله ان يعلمك باللون المطلوب فقال
لهما سيدنا موسي : ان البقرة المطلوبة
لونها اصفر غامق وهي جميلة المنظر تسر من يراها
ومع ذلك فهذه صفات توجد في كثير من
البقر لكي يسهل الامر عليهم ولكنهم
بغبائهم قالوا اطلب من الله ان يعلمك ما هي ان البقر متشابه علينا وانا تعبنا من
البحث
فقال لهما سيدنا موسي
ان هذه البقرة لها صفات اخري هي غير مروضة لا تثير الارض
ولا تستجيب للترويض ولا يوجد في جسمها اي علامة غريبة وهنا بحثوا عنها ولما وجدوها وعلم صاحبها انهم
يريدونها لان سيدنا موسي حدد لهم صفاتها باعها لهم بمبلغ كبير جدا وهو ان وزنها
واخذ منهم بوزنها ذهبا
واخيرا جاءوا بالبقرة وذبحوها وهنا تكلم الميت ونطق
بالقاتل وعلم الجميع انهما هما القاتلان ثم مات ثانية وهذه
معجزة من معجزات النبي موسي
وهنا كان جزاء
هذين القاتلين ان يقتلا قصاصا منهما
الم تتأملا في حال هذين لم يكن احد يعلم بهما وكانا
السبب في تحقيق العدالة وهذه يا ابنائي هي سنة الحياة لا بد ان يترك المجرم اثرا
لكي يحقق العدالة وتظهر الحقيقة ولو بعد حين
اندمج الأستاذ حسام مع التلاميذ وتعلقوا به
ووجد انه يؤدي دورا طيبا وتعلق اكثر بالتلاميذ وبالعمل في هذا المجال الذي
كان لا يعلم عنه شيئا
انتهت هذه القصة
وبدا لهم في حكاية قصة اخري وهي موسي والحجر
كان سيدنا موسي يسير مع قومه في الصحراء ولم يجدوا ماءا
وهنا امره الله ان يضرب الحجر بعصاه فخرج الماء من بين الحجر اثنا عشر عينا فسقي
كل من معه وكانوا اثنا عشر فرقة وسموا بالأسباط
سأله ياسر وما معني الاسباط ؟
اجاب قائلا اي هم اصحاب سيدنا موسي وشربوا جميعا وارتوا
وانزل الله عليهم المن والسلوي
والمن سائل مثل
العسل والسلوي طائر يشبه السمان فكان طعاما طيبا وماءا من بين الحجر وكل هذا من
فضل الله وقد كانوا في صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا ماء ولكنهم لم يرضوا بهذا و طلبوا من سيدنا موسي قائلين نريد ان ناكل من العدس والفول الثوم وغيرها من
البقوليات فقال لهم سيدنا موسي
انزلوا مصر فان لكم ما طلبتم لان مصر كانت عامرة بالخير علي مدي التاريخ
فكان بها نهر النيل الذي سهل علي المصريين تعميرها ولأنهم لم يرضوا بنعمة الله التي لا يوجد افضل
منها اذلهم الله
سالته علياء وما السبب ؟
قال لانهم رفضوا عطاء الله وتمردوا علي نعمه
وهكذا انتهت القصة ثم كانت قصة : النفر من بني إسرائيل
قال ياسر ما معني النفر ؟
قال الأستاذ : اي
المجموعة كان هناك من بني اسرائيل عدد او
جماعة اصابهم الطاعون فخرجوا هاربين من الموت ولكن الله اماتهم ثم احياهم ليعلمهم
انه قادر علي الموت والحياة وهذا بدعاء نبيه حزاقيل فقد دعا لهم بذلك حتي يؤمنوا بالله فانهم لو امنو
بالبعث والحياة لآمنوا بالله
سالته شيماء وهل ذكر هذا النبي في القران
قال الأستاذ ليس شرطا: هناك انبياء كثيرون لم يذكرهم
الله في القران ولكن ذكر فقط في القران خمسا وعشرين من الانبياء والرسل فقط
قال ياسر وما الفرق بين النبي والرسول ؟
قال الأستاذ النبي من اوحي الله اليه سيدنا جبريل ليدعو
الناس الي التوحيد ولم يكن معه كتاب سماوي والرسول اوحي الله اليه وانزل عليه
كتابا مثل سيدنا محمد معه القران وسيدنا موسي انزل الله عليه التوراة
وسيدنا عيسي الانجيل
وانتهت هذه القصة وجاء في الحصة التالية ليحكي لهم
قصة طالوت وجالوت
قال الأستاذ : طالوت وجالوت الاول ملك علي الحق والثاني علي الباطل
كانوا في بني اسرائيل والله قد ارسل فيهم نبيا اسمه
شمعون فقالوا ادعوا الله ان يبعث لنا ملكا حتي نقاتل في سبيله ونبذل انفسنا
في سبيل الحق قال لهم نبيهم ان الجهاد الان غير واجب ولكن اذا وجب الجهاد بعد ان نطلبه من الله وسرتم فلا يمكن
الرجوع لان الرجوع هروب من الحرب وهو ذنب كبير كانه كفر بالله لان الطلب هنا من الله فرضوا بذلك وهنا طلب النبي من الله ان يأذن لهم
بالجهاد فأذن الله لهم بالجهاد وهنا قال
لهم نبيهم ان الله سيرسل لم طالوت ملكا
وهنا اعترضوا
وقالوا كيف يكون ملكا ونحن احق بان نكون ملوكا منه وهو ليس منا . ولكن النبي قال لهم ان الله
اختاره لأنه اقوي جسما واكثر علما
وقال لهم نبيهم ان الافضل يكون بإيمانه وعلمه وطالما ان
الله اختاره فلا بد من الاستجابة لأوامره وهنا اعلمهم النبي ان الله جعل لهم علامة
حتي يطمئنوا له ويعلموا ان هذا هو اختيار
الله له وهو ان يأتي لهم بالتابوت اي
الصندوق الذي توضع فيه التوراة وفيه بقية من التوراة التي كانت تنزل علي سيدنا موسي
واستجابوا لأمر الله وهنا لما جاء الملك طالوت قال ان
الله فرض علينا الجهاد وسوف نذهب لنقاتل جالوت واستغربوا وقالوا لا طاقة لنا
بطالوت فمعه جيش جرار ولكن طالوت قال لهم
ان هذا امر الله ويجب ان نطيعه وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله لان
الله معنا
ومروا في صحراء
جرداء لا زرع فيها ولا ماء وهنا قال لهم طالوت انكم ستمرون علي عين مائية او نهر
فلا يخزن احد منكم منه ماءا فمن فعل ذلك
فليخرج من جيشي ومن اراد ان يسير معي
فليشرب فقط دون ان يخزن وفعلا حدث ما قال
فمروا علي هذا النهر ولكن البعض ضعف فقد كان الحر شديدا وخافوا من
الصحراء فشربوا كثيرا وخزنوا خوفا من
الهلاك وبهذا خرجوا من صفوفه ورجعوا ثانية
وتعجب من معه
كيف سنحارب وقد اصبحنا اقل بكثير من الاول ونحن سنحارب جيشا جرارا
و كان نبي الله داود جنديا في هذا الجيش
ولكن طالوت
استمر في السير حتي وصل الي عدوه طالوت الذي كان ينتظره
وحين تقابل الجيشان الهم الله نبيه داوود في حيلة قتل بها جالوت وهي ان ربط حجر
كبير في عمامة وظل يدور بها بيديه ثم القاها فانطلقت علي راس جالوت فمات علي الفور
واتم الله النصر لجيش طالوت وعاد منتصرا وهنا سالته شيماء لماذا لم يجعل الله
سيدنا داود وهو النبي قائدا ؟
قال الأستاذ :
اولا كان لم يزل شابا وايضا فان لكل واحد
اختصاصاته ومهامه فليس بشرط ان يكون النبي قائدا حريبا وهذه منحة من الله للناس
فجعل الناس متفاوتين في قدراتهم ومواهبهم ولكل واحد منهم دور يختلف عن الاخر وقد
اعطي الله نبيه داوود الحكمة وفصل الخطاب
سأله ياسر ما معني فصل الخطاب اي اللباقة والقدرة علي الحكم في الامور .
وانتهت هذه القصة .
وبعد ذلك بدا في قصة جديدة وهي قصة هاروت وماروت
قال هاروت وماروت من الملائكة نزلا لتعليم الناس السحر , قالت علياء كيف
يعلما الناس والملائكة لا تري بالعين ؟ قال الأستاذ :
هم يتشكلون حسب ما يريدون وحسب اوامر الله
نزلا علي شكل بشرين وذلك ليعلما الناس السحر لان الناس
كانوا في هذا العصر قد تعلموا السحر والسحر كفر ولهذا انزلهما الله ليفرقوا بين
السحر وبين غيره حتي يجنبوا شروره ويبطلوا
مفعوله ولا يقع الناس فيه وحتي يعلموا معجزة النبي من السحر
ثم دخل بعد ذلك في قصة بناء البيت الحرام
وذلك ان الله امر نبييه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام
ان يقوما ببناء البيت الحرام وهو بمكة وكان الله قد وضع قواعده ولكن امر نبييه ان
يقوما بإظهارها علي الارض ولبا النبيان ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام
النداء
وبعد ان اتم البناء طلب الله من النبيين ان يدعوا الناس
للحج واستعجب سيدنا ابراهيم كيف ينادي الناس للحج فيسمعه من في الارض ولكن الله
اعلمه ان ما عليه الا النداء وعلي الله ان
يوصل صوته الي بقاع الارض كلها وفعل سيدنا
ابراهيم واتي الناس من كل ناحية يلبون امر الله ودعوته بالحج
وبهذا اتم الله شعائر الحج علي يد سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما
السلام
وانتقل الأستاذ الي قصة اخري وهي قصة سيدنا ابراهيم
والايمان بالبعث
وكان نبي الله محيرا
فقال ربي ارني كيف تحيي الموتي
قال له الله الست مؤمنا بي ؟
ولكن نبي الله قال له بلي
ولكن يريد ان يطمئن قلبه ويري ذلك حتي ترتاح نفسه ويهدا
عقلي فهو مهما كان بشر
وهنا طلب الله
منه ان يأتي بمجموعة من الطيور فيذبحها ثم يأخذ كل طير ويقطعه اجزاء ويضع علي كل
جبل جزء ثم بعد ذلك يدعوا ان يأتوا اليه بإذن
الله وجرب سيدنا ابراهيم ذلك وفعلا وجد ان
الطير اتت اليه مسرعة كأنها لم تكن قطعا وهنا تأكد من قدرة الله علي جمع الاجزاء
بعضها مع بعض بعد الموت
وبدا بعد ذلك في
قصة عزير
قال كان عزير نبيا من انبياء الله كان يريد ان يعلم كيف يبعث الله الموتي
وكان متعجبا وسال الله ان يعلمه ذلك فاستجاب الله له
واثناء ما كان
يركب حماره ويسير به في مكان بعيد عن الناس
اماته الله وامات حماره وظل علي هذا الحال في مكان لا
يراه احد ولا يعلم به مائة عام ثم احياه
ثانية فلما افاق نظر حوله وسأله ربه كم تظن نفسك قد نمت فظن بانه كان نائما يوما او اكثر ولكن الله
اعلمه انه قد اماته مائة عام كان امرا صعبا ان يفهمه ولكنه قال له انظر الي حمارك
الذي اصبح هيكلا عظميا كيف يبعثه الله وجد انه
بدا يكتسي لحما ثم جلدا ثم اصبح حيا روحه موجودة وهنا راي بنفسه وتأكد وراي نفسه لم يشعر بهذه المدة
وسالته علياء
قاتلة : قصة سيدنا ابراهيم وسيدنا عزير متصلتين خلف بعضهما
قال الأستاذ حقا لكي يتأمل الناس
في البعث ويتعلموا منهما
وهنا قد افرغ الأستاذ كل القصص الموجودة في سورة البقرة
وبذلك يكون قد اتم منهجه الذي وضعه لنفسه معهم ولم يعد علي الامتحانات غير اسابيع
معدودة وهنا قال لهم ما علينا الا ان نتفرغ للمنهج الدراسي والمقرر حتي لا نشتت
تفكيرنا وانهي حصصه الزائدة وبدا يراجع معهم مقررهم في القران
وكانوا يأتون اليه
في المنزل ليراجع معهم المقرر
وقام بعمل مسابقة لهم في القران تشجيعا لهم واعطي
الفائزين جوائز قيمة علي نفقته الخاصة
وعمل مسابقة اخري في ترتيل القران وحسن الصوت واعطي ايضا
للفائزين جوائز قيمة علي نفقته
الخاصة
وانتهي العام الدراسي وبدأت الامتحانات وكان يراجع معهم
اول بأول ويطمئن عليهم وانتهت الامتحانات
وهنا جمعهم بعد الامتحانات للاطمئنان عليهم في منزله
ولكنهم طلبوا منه ان يحكي لهم قصة وهنا قال سأحكي لكم قصة ابو جهل وهي قصة جميلة
فيها العبر
ابو جهل كان يسمي ابو الحكم قالت شيماء ما معني هذا الاسم ؟
قال الأستاذ حسام لأنه كان مشهورا برجاحة العقل بين اهل
مكة وكان سيدا في قومه وكانوا يحكمونه في
امور كثيرة ولكن الني صلي الله عليه وسلم وجده شيطانا وحاقدا علي الاسلام
فسماه ابو جهل ليس بابي الحكم كان عبد الله بن مسعود ضعيف الجسم وكان في اول الاسلام والمسلمون قلة وضعاف امام مشركي مكة واراد عبد
الله بن مسعود ان يقرا القران بجوار الكعبة وكانت مكانا مقدسا عند اهل مكة لان عندها اصنامهم ويتجمعون حولها وهنا قرا القران بصوت عال فاغتاظ ابو جهل وذهب
اليه ولطمه علي وجهه لطمة قوية شقت اذنه وسالت دماء كثيرة منه
ومرت الايام وهاجر النبي من مكة الي المدينة وكانت معركة
بدر الكبري بين المسلمين والمشركين من اهل مكة
وجاء ابو جهل بجيشه من المشركين وكان قائدا من قواد
الجيش
لحرب النبي صلي
الله عليه وسلم وكان النبي ص قد ترك
مكة مهاجرا الي المدينة
خوفا علي نفسه ودين الله من المشركين
واستعد النبي لحربهم , و كان
هناك طفلان اسمهما معوذ ومعاذ اقسما بالله ليقتلن ابا جهل الذي كان يسيء
للرسول وذهبا الي المعركة ولم يكن احد
يبالي بهما فقد كانا طفلين وكان ابو
جهل قوي الجسم ضخما
واستل كلا منهما سيفا وسألا عن ابي جهل فاعلمهم
احد الموجودين ولم يكن يعلم ما
يريدان لأنه لا يظن انهما ينويان ان يقتلاه فأشار اليه من بعيد فصمما علي قتله
وكان يركب فرسا فاتفقا علي ان يقوم واحد منهم بضربه علي قدمه بالسيف فينحني رغما عنه و حين ينحني يقوم الاخر بوضع السيف في نحره اي رقبته وتم ما خططا له بالضبط ولما فعل ذلك صدر لابي جهل صوت يشبه صوت الثور
وانتهت المعركة وذهبا الي امهما يتفاخرا بانهما قتلا ابا جهل ففرحت بهما وحين جاء وقت
توزيع الغنائم ذهبا الي النبي صلي الله عليه وسلم وقالا بانهما قتلا ابا جهل
ولهما الغنيمة اي كل ما تركه ابو جهل وقال كل واحد منهما بانه قاتله ولكن النبي
صلي الله عليه وسلم نظر الي سيفيهما فوجد دماءً علي كلا السيفين فقسم الغنيمة بينهما بالتساوي
والغريب والمهم ان عبد الله بن
مسعود بعد المعركة ذهب لينظر في المشركين لعله يجد احدا بين الحياة والموت فيقتله
وفعلا وجد لحسن حظه ابا جهل وكان بين الحياة والموت وهنا سأله ابو جهل من المنتصر
فقال له بان الحق ودين الله هم
المنتصرون وهنا قال ابو جهل له لقد
ارتقيت مرتقي صعبا يا رويعي الغنم يعني لقد علا شانك انت ومن معك وكنت حقيرا لا
قيمة لك
وهنا اغتاظ عبد الله بن مسعود وقطع راسه ولم يستطع ان
يحملها فربطها في حبل وجرها الي النبي ص وهنا نزل جبريل وهو يضحك وقال للنبي ص اذن
بأُذن والراس زيادة
وهكذا كان القصاص لعبد الله بن مسعود من ابي جهل الذي شق
اذنه قبل ذلك في مكة وانتهت هذه القصة
واكتفي الأستاذ حسام بذلك وقال لهم كي
قصصا هذا العام يجب ان تستمتعوا بإجازتكم وتمرحوا فيها فقد تعبتم من القراءة
والاطلاع حتي تستعدوا للعام القادم بلهفة
وشوق وتستطيع عقولكم ان تستوعب العلوم .
وانتظروا النتيجة علي احر من الجمر .
وكانت النتيجة مذهلة لقد حصلت علياء تلميذته علي الاولي
علي الجمهورية اما شيماء فقد حصلت علي الاولي علي المديرية بينما ياسر قد صل علي
الاول علي المدرسة والغريب ان هذه المدرسة
حصلت علي اعلي سنبة نجاح علي مستوي الجمهورية
وهنا جاء تكريم للمدرسة وانتقلت الاخبار بالدور الكبير
الذي قام به الأستاذ حسام فقامت الوزارة بتكريمه وحصل علي المعلم المثالي ولحسن الحظ كان للأستاذ حسام صديق يؤلف حاكيات وقصصا للأطفال وكان يتابعه باهتمام
وهنا دون كل هذه الاحداث في قصة وسماها اقاصيص الأستاذ حسام وتقدم بها في مسابقة للكتاب ولحسن الحظ فازت هذه القصة بجائزة كبيرة ونشرت علي نفقة الدولة ليعرف الناس حكاية الأستاذ حسام
ولحسن الحظ فقد حصل الأستاذ حسام علي الوظيفة التي كان
يتمناها ويسعي اليها , وهنا قال له والده :
انها بركة القران وعظمته لقد يسر الله لك امرك وعلمت انك اديت ضريبة عليك ونلت ثوابا بتحفيظ
القران وايضا فقد شغلت وقتك بعمل نافع ومثمر انه القران كله خير
وكما قال صلي الله عليه وسلم
من اراد الدنيا فعليه بالقران ومن اراد الاخرة فعليه بالقرآن
ومن ارادهما معا فعليه بالقران
وبهذا تكون قد انتهت
حكاية الأستاذ حسام