كان
أحمد تلميذاً فى الصف الخامس الابتدائى كان والده فقيراً إلى درجة عالية وكان أحمد
ضعيف المستوى داخل الفصل وكان لايذاكر أبداً وهذه هى الدرجات التى يستحقها كان زملاؤه
فى الفصل منهم الغنى جداً ومنهم المتوسط الحال ومنهم المتوسط إلا هو فقد كان فى حالة
سيئة للغاية ومستواه الدراسى من أقل التلاميذ كان أحمد حزيناً دائما ويظل يبكى أحياناً
داخل الفصل ويجلس وحده وحينما يسأله زملاؤه لا يحكى لهم سبب ما هو فيه فسأله ذات يوم
أحد المدرسين فقال له إننى أفقر زملائى وأضعف منهم فى المستوى الدراسى سأله المدرس
بصراحة قال له هل تذاكر بجدية قال له إننى لا أذاكر إطلاقاً قال له المدرس إنك أكبر
مخطىء قال له المدرس يابنى لماذا ذلك ؟ قال وهل إذا ذاكرت سأصبح غنياً وحتى لو أصبحت
غنياً ماذا يمكن أن أكون إننى لن أصبح مثل زميل أبى فى الفصل إن أقل فرد منهم عنده
ما يكفيه وزيادة من الأموال إن الكثيرين منهم أباؤهم عندهم سيارات ولكن المدرس قال
له يابنى يجب أن ترضى بما قسمه الله لك يجب أن تتأقلم مع حالك وتنسى الفقر وتنسى كل
شىء ومع ذلك يابنى لو نظرت إلى زميلك هذا فقد
كان والده أفقر من والدك ولكن تحسنت أحواله وفتح الله عليه فى لحظة وهكذا يجب يا بنى
أن تنسى كل ما يدور برأسك هذا وعليك بالجد والإجتهاد كف أحمد عن البكاء وصمت وبدأ يتأقلم
مع حاله كما قال المدرس ولكن سرعان ما عاد ثانية إلى ما كان عليه ولكن لم يبكى هذه
اللحظة بل ظل صامتا تماماً ويبتعد عن زملائه
وحينما يرى المدرس موجودا يدعى بأنه مسرور ويضحك مع زملائه وكأنه غير مشغول بشىء حتى
لا يعيد أحد عليه ما سمعه قبل ذلك وظل يفكر فى ماهو فيه من حال ولماذا لا تكون أفضل
من كل أصدقائك ذهب ذات مرة إلى المستشفى مع أحد أصدقائه فوجد المستشفى مليئة بالمرضى
من كل درجاتهم وجد منهم المقطوع الرجل والمقطوع اليد والأعمى والأعور والمريض بالفشل
الكلوى وحولهم أقاربهم يبكون ومنهم من لا يملك ثمن الدواء وحينما رأى المناظر هذه بكى
من شدة التأثر بها ولكن حينما عاد إلى فصله عاد لأفكاره القديمة وفجأة اتهم والد لزميل له فى الفصل ظلماً وأودع فى السجن ذهب ذات
يوم مع زميله لزيارة والده فى السجن ورآه فى حالته ورأى الكثيرين مثله بكى من شدة الحزن
عليه قال هل نفعته أمواله على العكس إنه له أعداء كثيرون بسبب المال وكثرة المال هى
التى جعلته يدخل السجن ظلماً ولا أحد يمكن إخراجه إلا أن يشاء الله وذات يوم أصيب والد
أحد أصدقائه الأخرين بالجنون وأدخلوه مستشفى الأمراض العقلية والسبب أنه خسر ثروته
كلها فى يوم واحد فقد خدعه أحد التجار وسرق كل أمواله وأفقده كل ثروته مرة واحدة ولكن
أحمد مع كل هذا لم يرض بما هو فيه وقال إن كان هناك هؤلاء فهناك منهم من لم يزل على
حال أفضل فى كل شىء لم يتأثر أحمد بأى شىء وظل مشغولاً بشىء واحد هو أنه يريد أن يكون
أفضل من زملائه ولكنه ذات يوم كان يشاهد أحد البرامج التلفزيونية ورأى قصة كفاح لإنسان
فقير وكيف قابل العقبات ثم تغلب عليها وأصبح غنياً ولم تؤثر فيه ورأى قصة أخرى لإنسان
فاشل فى العلم ولكن وجد نفسه متميزاً فى أشياء أخرى وأثبت ذاته ولم يكن حزيناً وحمد
الله على تميزه ولكن أحمد لم يتأثر بهذه القصة التى سمعها ولإهماله فى الفصل وتأخر
مستواه الدراسى عاقبه ناظر المدرسة ولأنه أيضاً تشاجر مع أحد أصدقائه المتميزين والأغنياء
فى نفس الوقت فعاقبه أمام زملائة فى طابور المدرسة وخرج أحمد حزيناً جداً وفى غاية
الأسف ولم يرجع إلى المنزل فقد جلس بجوار شجرة يبكى وحده وخاصة وأن المدرس طلب منه
أن يوقع والده على شهادة أعمال السنة وكان حزيناً
ماذا سيقول لوالده وقال كفانى فقراًوهماً وجلس بجوار الشجرة وأسند ظهره عليها
ولم يكد يستريح ويفكر حتى أخذته سنة من النوم واستيقظ بعد قليل ولكنه كان متعباً أكثر فوضع المنديل الذى معه على وجهه ثم أخذ فى
نوم عميق وخاصة وأنه لم ينم طول الليل فقد كان يلعب مع أصدقائه ثم قضى الليل يشاهد
بعض الأفلام ولم ينم إلا بعد الثانية قبل الفجر ولهذا أخذ فى نوم عميق ورأى بأنه قد
امتلك قصراً كبيراً وبأنه أصبح أميراً وعنده من الخدم الكثير وعنده من الذهب الكثير
وأن والده أصبح مرفهاً وبأن والدته قد غطت يديها بالذهب لأنها تحبه مثله وتتمناه ,
وإما إخوته الخمسة الأصغر منه والأكبر فقد أشار على العاملين عنده بأن يبنوا لكل واحد
منهم قصراً ليسكن فيه وحده وأمرهم أيضاً بأن يبنوا حمام سباحة داخل كل قصر وزرع أجمل
أصناف التفاح التى كان محروماً منها وأصناف العنب والرمان كان كل قصر محاطاً بحديقة
خمسة فدادين مليئة بأعجب وأجمل الفواكه التى تثمر مرتين فى العام وأيضاً أصبح فى كل
قصر فاكهة تثمر ثلاثة أصناف من الفواكه كما كان يراه فى التليفزيون وفجأه وجد مجموعة
من اللصوص المسلحين حوالى أربعين لصاً هجمواً عليه وعلى إخوته وبدون إنذار واستولوا
على القصور كلها وأخذوهم جميعاً وجاؤا بهم واحداً واحداً وألقوا أباه من أعلى القصر
والجميع يصرخ ثم ألقوه أمام أعينهم جميعاً ثم ألقوا إخوته فرداً فرداً وأحمد مكبل بالحديد
ولكن أحمد أخذوه حتى يعذبوه ثم يلقوه أيضا فجاؤا له بكلب مدرب وجعلوه ينهش فى جسم أحمد
ولكن أحمد حينما رآه ظل يصرخ أنقذونى أنقذونى وكلهم يضحك ولكنه تسلق بأحد المواسير
الموجودة فى أعلى القصر ثم ظن أنهم ظنوه وقع على الأرض ولكنهم كانوا يرونه فشدوه ثم أخذوه وهموا بإلقائه من أعلى القصر
على الأرض الصلبة المليئة بالحجارة والمسامير وحينما نظر إلى الأرض صاح لا لا أريد أن أموت ولكنهم ألقوه ولم يشفقوا على حاله
أما هو فقد صاح وفجأة استيقظ أحمد وهو يصرخ أنقذونى أنقذونى ظل يضحك عليه أصدقاؤه فقد
جاؤا ليبحثواعنه وحينما وصلو إليه وجدوه يصرخ هكذا ظل أحمد فترة فى حالة من القلق حتى شعر بالهدوء والاستقرار حمد
الله على أنه لم يمتلك القصر الذى كاد يودى بحياته هو وأسرته جميعاً ويأخذهم إلى الهلاك
وحمد الله أكثر على أن حوله الكثير من أصدقائه
المخلصين وكانوا هم المتميزون فى الفصل قال فى نفسه لو كانوا يحقدون على لما جاؤا للسؤال
على وشعر بأنه كان مخطئا فى تفكيره وفتح قلبه لهم وبدأ من جديد يقول يجب أن أرضي بما قسم الله لى ولا أنظر إلى
أحد من الناس فرب نعمة جرت نقمة وربما جلبت الموت لصاحبها يجب أن أبذل ما بوسعى ولا
أحقد على نعمة أعطاها الله لأحد فهذا تقسيم الله وبدأ يجتهد ويبذل أقصى ما بوسعه ولم
ينس أن يعطى الشهادة لوالده الذى حزن على مستوى ابنه ولكنه قال له يا أبى سوف
أعاهدك بأننى سأكون أفضل من ما كنت وأجتهد إلى أقصى ما عندى ولم يكن يتوقع لأحمد هذه
النتيجة نهائياً لقد أصبح أحمد الخامس على الفصل وهنا فرح كل أصدقائه به لأنهم كانوا
يقولون له إنك من المتفوقين ويجب أن تجتهد أكثر من ذلك .