كان يوجدُ رجلٌ فقيرٌ اسمه كريم بسيط الحال
عنده ثلاثة أولاد موظفاً بإحدى الشركات وكان له صديق فى العمل قد توفى فى حادث وترك
ثلاثة أولاد لم تستطع الزوجة أن تحصل على معاش وهو مرتب صغير شهرى يحصل عليه الفرد
بعد وصوله إلى سن الستين أو تحصل عليه الزوجة والأولاد بعد وفاته ولأن هذا الرجل كان
صديقاً للآخر هذا فقد اهتم بأولاده اهتماماً كبيراً كان يزورهم دائما ويطمئن عليهم
ويسأل عن أحوالهم وكان يعطيهم بقدر المستطاع وعندما كانت أمهم ترفض المساعدة وتقول
أنت أحق بالمال فعندك أولاد يقول لها يا سيدتى الفاضلة الحمدلله فعندنا ما يكفينا ولكن
أنتم فى أشد الحاجة وكان يعامل أولادها الثلاثة مثل أولاده تماماً لم يشعروا بفارق
المعاملة بينهم وبين أبيهم الأصلى وحينما كانت تحدث لهم أى مشكلة أو عقبة أو أى أمر
يطلبونه فيلبى الطلب وبقدر المستطاع ومع ذلك
لم يتخلى الرجل عن تأدية طلبات منزله ومرت الأيام وأصبح الثلاثة أولاد فى أفضل حال
وأصبح كل واحد منهم يعمل فى مكان متميز فواحد منهم أصبح طبيباً والثانى أصبح مدرساً
والثالثة أصبحت مهندسة لم ينسوا عمهم كريم كما كانوا يقولون أما عم كريم فقد أصبح رجلاً
كبيراً ولسوء حظه كانت زوجته قد توفيت أما أولاده الثلاثة فقد سافروا إلى إحدى الدول
ولم يسأل أحد عنه لقد تركوه وحده أما الأقارب فقد انشغل كل واحد بأمور منزله ولسوء
حظه فقد أصيب بالشلل فى السن الكبير ولم يزره أحد حتى جيرانه وبينما كان أحد الثلاثة
يأتى بالصدفة ودخل عليه وجده يبكى وكان ملقاً على الأرض فقد ظل يصرخ منذ يومين ولم
يتناول طعاماً قط ولم يستطع الحركة ولا أحد يزوره وأحواله الصحية فى تدهور بكى الابن
بالرعاية على حاله وأعد له طعاماً ثم عاد إلى إخوته وحكى لهم ما حدث لعمهم كريم الذى
وقف بجوارهم فى أصعب مرحلة فى حياتهم وأخذ من ماله فى وقت العسرة وأعطاهم واتفقوا جميعاً على أن ينقلوه إلى
منزلهم ورعوه هم الثلاثة وقاموا على خدمته كأنهم أولاده وأكثر و قد تزوجوا ولم يرضوا
أن يسكنوا بعيداً عنه حتى لا يتركوه وحده وظل بجوارهم سعيداً يقول إننى بحق أنجبت ثلاثة
أولاد ولكن حقاً كما كان يقال رب أخ لك لم تلده أمك فأنا أقول رب ابن لك لم تنجبه زوجتك
ولكن بحق يا أولادى كما تدين تدان ومن زرع حصد .