كانت كثيرا ما تشعر بالحزن عندما تذهب لتشارك الأطفال لعبهم فيهربون منها فتعود إلى المنزل لتشكوا إلى أمها وبمرور الوقت تعودت هند أن تعيش وحيدة ولا تخرج من المنزل إلا إذا طلبت منها أمها ذلك.
أعتادت هند أن تخبر أمها بأن والدها قادم قبل أن يأتي بوقت طويل لأن أذنها الكبيرة التي تشبه أذن الفيل تسمع ما لا تسمعه آذاننا العادية ولذا كان الأطفال يخافون منها ويبتعدون عنها.
وفي إحدى الليالي سمعت هند أصوات غريبة قادمة من منزل جيرانهم ولأنها تعرف أصوات جيرانهم جيدًا أسرعت وأخبرت أمها بما سمعت فذهبت الأم وطرقت باب الجيران بشدة فأيقظت من بالبيت وأخبرتهم بما قالته هند. وعندما بحثوا في المنزل وجدوا بعض اللصوص الذين اختبئوا بعدما استيقظ أهل البيت فقبضوا عليهم وسلموهم للشرطة.
علم جميع من في البلدة بأمر هند وما فعلته فسعدوا بها وتقرب إليها الأطفال لصداقتها ونسي الجميع أمر أذنيها.
وكانت بلدة هند جميلة وخيراتها كثيرة ولذا كانت مطمعًا للعديد من البلدان المجاورة لها وكثيرا ما حاول حكام هذه البلدان السطو عليها إلا أن حاكم بلدة هند كان رجل حكيم استطاع أن يحافظ عليها. ولكن اتفق حكام جميع البلدان المجاورة لبلدة هند على الاتحاد فيما بينهم وتكوين جيش قوي يهجمون به على البلدة ويسيطرون عليها.
وأثناء لعب هند مع أصدقائها سمعت طرقًا شديدًافي الأرض فأسرعت إلى والدتها وأخبرتها أنها تسمع أصوات خيول وقرع طبول وأصوات سيوف، فأخذتها أمها وذهبت بها إلى حاكم المدينة وأخبروه بما قالت هند، فأرسل حاكم المدينة أحد حراسه ليستطلع الطريق فعاد وأخبره أن جيشًا كبيرًا يكاد يقترب من المدينة.
أمر الحاكم حراسه بغلق أبواب المدينة وسد كل الثغرات الموجودة بسور المدينة واستعد للهجوم.
فوجئ الجيش بأسوار المدينة المغلقة وقرر قائد حاكم المدينة المجاورة والحكام الآخرون أن يظلوا محاصرين للمدينة حتى تستسلم.
ولأنها مدينة جميلة وخيراتها كثيرة فقد حباها الله بمياه نهر يرد إليها من أسفل سور المدينة إلى منطقة خصبة. ولكن ما لبث أن اكتشف هذا السر على يد أحد الجنود، فقرر قائد الجيش أن يصنع سدًا لحجب الماء ويحطم الساتر الحديدي الذي صنعه أهل المدينة لمنع أي شخص من أن يسبح عبر هذه الفتحة ويدخل المدينة.
سمعت هند هذه الخطة وسارعت وأخبرت حاكم المدينة بما سمعت، فأسرع أهل المدينة وسدوا الفتحة وفتحوا أخرى في مكان آخر، وصنعوا سدًا يفتح عند احتياجهم للماء ويغلق عندما يكتفون.
ظلت المدينة محاصرة لأيام طويلة واجتمع الحاكم بالوزراء وطلب من هند الحضور وقال لها لدينا خطة وستكونينأنتالقائد لنالكي ننقذ المدينة لأن مخزوننا من الطعام أوشك على النفاذ، ولن نستطيع الصمود كثيرًا. ظلت هند عدة أيام تسترق السمع حتى حددت مكان الخيمة التي يضع فيها الجنود الطعام والسلاح وأخبرت الحاكم بما علمت.
ووضع الحاكم خطة بأن يقوم أهل المدينة ببناء سور جديد مواز لسور المدينة في إحدى جوانبها بعيدًا عن الجنود ويقومون ليلًا بخداع الجنود أن جزاء من السور حطم وعندما يذهب الجنود يعتقدون أنهم يستطيعون بسهولة دخول المدينة. لكنهم يكتشفون وجود سور آخر بناه أهل المدينة.
في هذا الوقت يسرع شباب المدينة وجنودها لنقل طعام الجيش وأسلحته إلى داخل المدينة من خلال نفق حفره أهل المدينة منها إلى داخل الخيمة التي حددتها هند.وفي الوقت الذي حدده الحاكم نفذت الخطة وتم نقل كل أسلحة الجيش وطعامه داخل المدينة. عندما انشغلت القوات المحاصرة بمحاولة دخول المدينة من خلال السور الوهمي،وبعد الانتهاء وعند عودتهم بعد خيبة الأمل اكتشفوا الخدعة وفوجئوا بسرقة طعامهم وأسلحتهم، واشطاطواغضبًا ولم يستطيعوا الاستمرار في الحصار بعد أن نشب خلاف بين قائد الجيش وحلفائه فانسحبوا خائبين وعادت المدينة وأهلها يغنون بسلام بفضل هند التي ظلت لسنوات طويلة رمزًا للنصر والأمان.