قبل ان يسلم الليل مهامه للنهار وقبل ان يحمل عبائته الداكنةفوق جناحيه ويرحل لم ينس الليل ان يسرى بنصيحته فى أذن النهار الذى غالبه طيش الشباب ، مال برفق عليه وهمس فى أذنيه : أياك أياك ان تفرط او تتهاون فى واجب من واجباتك .. ضحك النهار ساخرا من الليل وقال متعجبا : وهل رأيتنى ياليل أفرط أو اقصر فى واجب من واجباتى منذ ان تناوبنا على الأيام ، او رأيتنى أستلم منك متأخرا ؟! قال الليل بحكمة المخضرمين : " لاتنس يانهار أن من يكبرك بلحظة يعرف عنك بعام " قهقه النهار بصوته الجهورى حتى ان رجع الصوت شنف أذن الليل قبل ان يتوارى خلف السماء . جلس النهار يضرب كفا بكف وهو يبتسم أبتسامة عريضة قائلا : ماذا دهى الليل حتى ينصحنى بهذه النصيحة ؟ هل اصابه شىء لكبر عمره ؟ هل أنا كنت مقصرا او تأخرت عن موعدى فى يوم من الايام او... او..... فجأة تبدلت أبتسامة النهار الى تقطيبة أدت الى أصطدام السحب فهطلت الأمطار وأنهار النهار فغرق الصغار والكبار ، حينئذ أدركه الليل وهو مازال واحلا فى تفكيره غاضبا مشغولا بحاله ، تمتم الليل فى أذن النهار ، ألم اقل أقل لك لاتفرط ولا تتهاون.
