المدرسة هي البيت الثاني الذي يقضي فيه الطلاب والمعلمون ساعات طويلة، لهذا فإن العناية بنظافتها وترتيبها من الأمور البديهية التي يجب مراعاتها دائماً والانتباه إليها، فالمدرسة ليست مجرد مكان عادي لقضاء بعض الوقت، بل هي المكان الذي ينهل منه الطلبة العلم والمعرفة، ويتدرجون فيه وينتقلون من صف إلى آخر كي يبنوا مستقبلهم المزهر، لهذا فإن الاهتمام بها يعتبر واجباً بالدرجة الأولى، لأن الانتماء إليها يجب أن يكون انتماءً خالصاً نابعاً من المعروف الكبير الذي تقدمه المدرسة كبناء وكهيئة كاملة من المعلمين والإداريين إلى الطلاب، لذلك يجب أن يكون الهدف دائماً الحفاظ على نظافة المدرسة.
تعتبر المدرسة مستودع الذكريات، والمكان الذي يُنشئ في الطلاب فكرة واضحة عن الحياة، فالأصدقاء الذين يتعرف إليهم الطالب في مدرسته يظلون معه إلى آخر العمر، وتربطهم معاً أروع الذكريات، لهذا إن كانت مكاناً قذراً فسترتبط في ذهن الطلاب بذكريات غير جميلة، والاهتمام بنظافتها لا يقتصر فقط على الامتناع عن رمي القاذورات في ساحاتها، بل يجب أن يكون هذا الاهتمام شاملاً وكاملاً مادياً ومعنوياً، وأول ما يجب الانتباه إليه عدم رمي أي أوراق في الصفوف والساحات، وتجنب الكتابة على الجدران، والحفاظ على ممتلكاتها من كراسي وألواح وطباشير وغيرها من باقي الأشياء الموجودة في الصفوف والممرات والساحات وحتى في الحديقة المدرسية.
يكون الحفاظ على نظافة المدرسة بعدم الاعتداء على مرافقها بالتكسير والتخريب، ويكون أيضاً بزراعة الأشجار والزهور في حدائقها، وتجنب قطف الأزهار، فجمال المدرسة جزءٌ مهم من نظافتها، ويعبر عن رقي طلبتها وعمق تربيتهم، إذ أن الطالب النظيف ينقل صورة إيجابية عن نفسه وكيف يكون في بيته، فليس من المعقول أن يحافظ الشخص على نظافة بيته ولا يحافظ على نظافة مدرسته، فالنظافة شيءٌ لا يمكن أن يتجزأ، لهذا يجب غرس حب النظافة في نفوس الأبناء بمختلف أعمارهم كي يحافظوا على نظافة المدرسة والبيت والشارع ونظافة أجسامهم على حدٍ سواء.
المدرسة هي البيت الكبير، وهي البستان الذي نقطف منه أزهار الحاضر وبذور المستقبل، لهذا فإن الاهتمام بنظافتها يجب أن يكون شعاراً دائماً، ويجب أن تُخصص مساحة من اليوم الدراسي للاهتمام بهذا الشأن، وأن يكون الاهتمام نابعاً من داخل الطلبة والمعلمين، فالمدرسة النظيفة تعني بيئة تعليمية نظيفة ومشجعة على العلم والتعلم وتكوين الصداقات وبناء المستقبل، لأن النظافة تمنح لكل شيء طاقة إيجابية عظيمة وتمنح جواً دراسياً مريحاً وممتعاً ومليئاً بالشغف لتلقي العلم.