نقش الطّاووس ريشَهُ الملوّنَ الزّاهي ومطَّ عنقَهُ وصاح منتشياً كما هو في كلِّ صباح : اهيي اهووووو نكّستِ الزّهورُ تيجانَها الملوّنةَ ونفضتْ عن جباهها قطراتِ ندى الصّباح وهمستْ : طاووسٌ .. مغرور ٌ يتباهى بذيله !! سمع الطّاووس همساتِها فنفَشَ ريشَهُ من جديد وبربرَ : أنتم جميعاً تغارون من ذيلي ! لحظتَها استيقظتْ فراشاتٌ بيضاءُ وزرقاء ومن كلِّ لون ثُمَّ جاءت نحلاتٌ توزّعتْ جميعاً على تويجات الزّهر ورحْنَ يرشفْنَ الرّحيق َوالعبير ويطرْنَ عنها شاكراتٍ والطّاووسُ لا يزالُ ينفش ريشَهُ الملوّن ويصيح : أهييي أهوووو وبينما هو منشغلٌ بنفسه ولا يرى من جمال ما حوله شيئا ًحط َّيعسوبٌ ماكر على أنفه تماماً ونهشه بأقصى قوّته ! خرجتْ صيحةٌ مضحكة من منقار الطّاووس فالتفتتِ الفراشاتُ والنّحلات وزهور القَرنفل البيضاءُ والحمراء نحوَ مصدر الصّوت الغريب . كان الطّاووسُ قد همد والتصق ريشُه بجسمه وهو يُسرع نحو زاوية الحديقة ليجلسَ هناك وحيدا.
قصّة الطاووس بقلم : موفق نادر.
03 ديسمبر
الأقسام