الأولاد هم نبتة الآباء وزرعهم , يجب عليهم أن يُحيطوها بكامل عنايتهم ورعايتهم , فإن أهملوها فلا يلومون إلا أنفسهم , وهم ثمرة تعبهم في النهاية تعود عليهم بالسرور والرضا والسعادة في الدنيا وفي الآخرة بكامل الجزاء ووافر العطاء من الله سبحانه وتعالي ., لأن حسن تربية الأبناء ورعايتهم هو أداءٌ للمسئولية وتأدية للأمانة وبالتالي يكون مقابلها أجرٌ من الله و فضل .
رُوِي عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّه قال" ما نحل والدٌ ولدًا مِن نحْلٍ أفضلَ من أدبٍ حسنٍ" وقال ابن عمر رضي الله عنهما " أدِّب ابنك فإنّك مسؤول عنه: ماذا أدّبته، وماذا عَلَّمته؟ وهو مسؤول عن بِرِّك وطواعيته لك.
كيف تكون بارا بابنك؟
الأمر الأول : اختيار الزّوجة الصّالحة التي ستقوم بتربية الأبناء بعد ولادتهم، وهو أوّل لبنة توضع في أساس تربية الأبناء تربيةً سليمةً وذلك لقوله عليه الصّلاة والسّلام " "ثلاثةٌ من السَّعادةِ: المرأةُ الصَّالحةُ تراها تعجبُك، وتغيبُ فتأمنُها على نفسِها ومالِك، والدَّابَّةُ تكونُ وطيئةً فتُلحقُك بأصحابِك، والدَّارُ تكونُ واسعةً كثيرةَ المرافقِ. وثلاثٌ من الشَّقاءِ: المرأةُ تراها فتسوءُك , وتحملُ لسانَها عليك , وإن غبت عنها لم تأمَنْها على نفسِها ومالِك، والدَّابَّةُ تكونُ قطوفًا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تُلحِقْك بأصحابِك، والدَّارُ تكونُ ضيِّقةً قليلةَ المرافقِ.
تسمية الأبناء والبنات تسميةً حسنةً.
إطعامهم من مال حلال فكيف تظن أن الله سيبارك لك في أولادك ويكونون قرة عين لك في الدنيا والآخرة , وقد أطعمتهم من حرامٍ , وقد قال صلي الله عليه وسلم " أيُّما جسدٌ نبت من حرام فالنار أولي به " وإن كان الطفل غير مذنب في ما تطعمه به ولكن النبات الذي يسقي بماء مسموم لن يكون سليما
الرعاية الصحية والنفسية للطفل من ميلاده حتي يشتد عوده للشاب وللبنت حتي تدخل بيت زوجها
تعزيز احترام الذات : يُسهم تعزيز احترام الذات في تطوير احترام الأطفال لأنفسهم ومنحهم شعوراً بالأمان، بحيث يمكنهم من الانخراط في الحياة بثقة أكبر، كما يوفر إحساساً قويّاً بالكفاءة فيعتبرون أنفسهم قادرين على إتقان جوانب مهمة في حياتهم، بالإضافة إلى أنّه يعدّ عاملاً مهمّاً في تحقيق جوانب السّعادة والنّجاح لديهم، ويقلّل إلى حد كبير من مظاهر القلق والتوتر
وبالتالي يجب أن يشعر ابنك معك بالأمان, فأنت أرضه التي ينبت عليها يجب أن تمهد هذه الارض ليكون هادئا مستقرا وخاصة في مراحل العمر الأولي لأن المشاعر هي أقوي معبر في هذه المرحلة
القدوة الحسنة : كيف تتمني أن يكون ابنك إنسانا سويا وتجني ثمرة تربيته وأنت متناقض معه ومع نفسك وأنت تفعل الموبقات أو تفعل ما تأمره بعكسه , أظنُّ أنك بهذا لن تنال منه قبولا بل ربما أصبح أكثر سوءً منك فالأولي أن تصمتَ عن نصحه , القدوة بالفعل مع الأولاد في سن التعلم طبعا لأن المراحل الأولي من حياة الطفل تكون للحب والحنان أكثر من التعليم
مراعاة المرحلة السنية التي يعيش فيها الطفل : والنبي صلي الله عليه وسلم يقول " مُروا أولادكم بالصلاة لسبعٍ، واضربوهم عليها لعشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المضاجع "
أي أن لكل مرحلة من حياة الطفل وفترة سنية قدرة علي استيعاب وفهم لبعض الأمور المحيطة به فلا تحمِّله فوق طاقته , فربما سببت له ما لا يُحمد عقباه حين تشتد في تعليمه أمرا ما فوق مستوي تفكيره .
وكم رأيت بعض الناس يعنفون طفلا في سن الخامسة علي تلفظه بألفاظ غريبة , والغريب أن الطفل كان عنده صعوبة في النطق , ولم يكد ينطق حتي تعلم بعض الألفاظ فمثلا يقول لأبيه أنت حمار ود سمعها من أبيه مثلا يقولها لفردٍ آخر , طبعا الطفل في هذه السن يستوعب مثل هذه الكلمة ويفهم معناها ولكن أولا لطفل كان يعاني من صعوبة النطق ستفرق كثيراً , وربما تعنيفك الشديد له ومعاقبتك المستمرة له علي اول بوادر ما ينطق تكون سببا في تدمير شخصيته وربما سببت خللاً عصبيا عنده ربما لازمه طوال حياته .
طبعا يجب أن نُبعد الطفل عن النطق بألفاظٍ قبيحة خاصة حين يختلط الأطفال بغيرهم أو يسمعون من غيرهم ولكن علي حسب استيعاب وذكاء الطفل يكون الحساب أو العقاب والتوجيه ..
فطفل الخامسة أكثر وعياً من طفل الرابعة ومن طفل الثالثة وإن كان هناك أطفال أذكياء يستوعبون إشارات الابوين وتوجيهاتهم بسهولةٍ , وربما ذلك يرجع إلي المربي وخاصة الأم فهي أدري بقدرات طفلها وحين لا تجده مستوعبا وذكاءه محدود فيجب أن تصبر عليه , وأن تغير موضوع الاهتمام بمثل هذا فكثرة الاهتمام به يجعله يشعر بالقلق الداخلي والتوتر لعدم شعوره بالأمان مع من حوله لوجود غضب منهم تجاهه لأمور لا يفهمها ولا يستوعبها فيشعر كأنه منبوذ , وان زاد الغضب والعقوبة منهم والعنف ربما حدث ما لا يحمد عقباه صحيا وعصبيا للطفل .
بعد السادسة يمكن للطفل أن يستوعب هذا و تقوم الأم بإيضاح الأمور له , هذا عيب وهذا مرفوض وهكذا وطبعا علي قدر ذكائه واستيعابه وفهمه ولكن يجب أن يكون هناك ممنوع ومرفوض حتي لا يتعود علي ذلك حتي وإن لم يفهمه ولكنه يمكن أن يمتنع عنه سواءً بالثواب أو العقاب البسيط وربما كان العقاب بنظرة غضب من الأم يستوعبها الطفل .
كيفية تامين مستقبل الاولاد ؟
يظن البعض أن كنز المال هو أكبر تأمين لمستقبل الأطفال , ولكن يجب أن نتذكر قول الله تعالي " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا " الكلام واضح ولا يحتاج لشرح وهو أن تخشي الله في ما تقول وما تفعل حتي يحفظ الله أولادك من بعدك فكم من آباء لم يتركوا لأولادهم شيئا يذكر وأعطاهم الله من الخير ما لا يتوقع وكم آباء تركوا لأولادهم مالا كثيرا من سحت وغضب لله وذهب كله حسرة عليهم ولم يأت بخير عليهم .
ولنتذكر قصة سيدنا موسي مع الخضر وقوله تعالي " وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما و يستخرجا كنزهما رحمةً من ربك " والمعني أيضا واضح فإن الله يرحم الصالحين وهم في قبورهم بأن يرحم ذرياتهم ويبارك فيها ويكفيها شرورا كثيرة , يحفظها من الضياع والتشرد ويرحمها بالستر بين الناس وهذا وحده يكفي .
تقوي الله لا تتمثل في الصلاة والصوم والعبادة فقط ولكن يجب أن تتقي الله في معاملاتك مع الناس ترحم ضعيفهم وتعطف علي المحتاج منهم ما استطعت وأن تتقي الله في بنات المسلمين حتي يقيض الله لك من يتقي الله في ذريتك وأهلك .
تصون فيصون الله لك ويحفظ أهلك من بعدك ولنتخيل ذلك وهو أهم شيء فالمال بعد ذلك هو رزق يأتي بالسعي , فمن عاش مستقرا كانت أمامه الفرص ليحقِّقَ الغني ويحصل عليه طالما أن هناك بركة وستر ومن لم يحصل علي المال فكفاه الستر .
معني هذا أن الإنسان يبدد كل ثروته ويترك أولاده فقراء طبعا لا ولكن المقصود إن لم يكن له حيلة لأن يترك لهم شيئا فلا يطلبه بالباطل ولا بظُلم الناس ولا غِشِّهمْ , لأن هذا سيكون نقمة عليه في قبره وعليهم في دنياهم وسيكون حسرةً عليهم ولا بركة فيه فالأولي أن يتقي الله لأن ذلك أحظي له ولهم .
ولنتذكر حديث النبي صلي الله عليه وسلم " لأن تترك ورثتك أغنياء خير لك من أن تدعهم عالة يتكففون الناس " فالأمر طبيعي وفطري ولكن حديثنا الأول عن من لم يكن له حيلة ولا تستطيع يده الوصول إلي ذلك
الأمور التي يجب أن نعلمها لأطفالنا :
حب الوطن أو الوطنية هي صفات مغروسة في النفس وطبيعة الإنسان السوي والفطرة السوية ولكن يجب أن نزرعها في أولادنا وننميها والنبي صلي الله عليه وسلم يقول " ما من مولود الا يولد علي الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه " هذا من ناحية الدين وكذلك من ناحية كل شيء في الأخلاقيات وبعد أن يبلغ سن الرشد يقر ذلك أو يرفضه .
كيفية غرس هذه القيمة ؟
أولا بالحب للطفل فإنك حين تحب طفلك وتؤدي واجباته له بالحب والحنان والرعاية تجعله يشعر بالأمان ويكون مؤهلا لأن يستوعب هذه القيمة ولكن حين يكون محروما من كل هذا فيكون ناقما من داخله علي من حوله ولا فرصة لديه لاستيعاب ذلك .
وعموما في المرحلة حتي السادسة من الصعب ان يستوعب الطفل هذه القيمة ولكن يمكن لنا أن نقوم بتحفيظه و تنمية حس الحب والعطاء وحب الوطن بالأغاني والكلمات وتنمية حس العطاء والخلق الرفيع عنده يجعله بعد ذلك يستوعب هذا المعني حينما يكبر .
القيم الاسلامية
أيضا كل القيم الأخلاقية يمكن أن نمررها علي الطفل قبل السادسة مرور الحب والسماحة كما تمر النسمة لا يجب أن يتعمق فيها يردِّدُ كلمة الاخلاق والأمانة ربما لم يستوعبها ولكن التربية والتلقين لبعض المعان الجميلة بأسلوب بسيط يمكن ان تصل إليه , وهناك مستويات من الأطفال ذوو ذكاء مرتفع يستوعبون مثل هذا نسبيا ولكن عموما الأغلبية .
الصفات المرفوضة كالكذب والسرقة وغيرها يجب أن نشير إليها في هذه المرحلة وتنمية الضمير في هذه المرحلة مهم ولكن الطريقة التي نوصل بها اليمة الخلقية مهم .. فهي أهم مرحلة في حياة الطفل لغرس قيم الضمير والأمانة واحترام الكبير وغيرها وكثير من القيم النبيلة ولكن كما قلنا الأسلوب يختلف ويجب أن لا يكون هناك عمق في المعاني , ولكن يجب أن يكون هناك تحذير ومعرفة أن هناك علي الاقل عدم رضا من الله سبحانه وتعالي عن كثير من الأمور مثل السرقة والكذب وخيانة الامانة ...وغيرها
مرحلة المدرسة من السادسة يبدأ فيها التعليم ولكن التعليم أيضا علي مراحل فكل مرحلة سنية للطفل لها ما يناسبها من أسلوبها في طريقة إيصال المعلومة لعقل الطفل .
والقيم السلوكية أيضا مدرجة في القيم الاسلامية فالإسلام شمل كل القيم المرغوبة في تربية الطفل حتي الوطنية شملها الإسلام أيضا .
وبالتالي تعليم الاطفال ذلك هو حماية لهم وشمول في تربيتهم
تربية البنات
البنات نعمة من نعم الله عز وجل علينا ، متى ما قمنا بما افترضه الله علينا من الإحسان إليهن .
ومن المعلوم أن العرب في الجاهلية كانوا لا يحبون البنات، ويترقبون الأولاد، للوقوف إلى جانبهم ومساندتهم في حياتهم وحروبهم ، أما البنت فكانوا لا يحبونها، وكان عدم حبهم لها والخوف من عارها يحمل بعضهم على كراهتها بل وعلى قتلها ووأدِها، قال الله تعالى" وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ " النحل الآية 58: 59 )، وقال" وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ " التكوير الآية: 8: 9) .
حتى بعث الله نبينا محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فجرَّم وحرم هذه الفِعلة الشنعاء وهي وأد البنات، فعن المغيرة بن شعبة ـ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إنَّ الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات، وَمَنْعاً وهات، ووَأد البنات، وكَرِهَ لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال " رواه البخاري .
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها يعني الذكَرَ أدخلَه اللهُ بها الجنة " رواه أحمد، وصححه الحاكم , ووافقه الذهبي ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَنْ عال جارتين بنتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه " رواه مسلم .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت دخلتْ امرأةٌ معها ابنتانِ لها تسأَل فقيرة ، فلم تجدْ عندي شيئًا غيرَ تمرةٍ، فأَعطيتُهَا إيَّاها، فَقَسَمَتْهَا بينَ ابنتيْها ولم تأكُلْ منها، ثم قامتْ فخرجتْ، فدخلَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته ، فقال: من ابْتُلِي من هذهِ البناتِ بشيٍء كُنَّ لهُ سِترًا من النار " رواه البخاري .
وعن أنسٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا ، أو أختينِ أو ثلاثًا ، حتَّى يَبِنَّ ينفصلن عنه بتزويج أو موت ، أو يموتَ عنهنَّ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها " رواه ابن ماجه وصححه الألباني .
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مَنْ كان له ثلاث بنات فصبَرَ علَيْهِنَّ، وأطعَمَهُنَّ وسقاهُنّ، وكساهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ سعته وطاقته ، كُنَّ لَهُ حجاباً مِن النارِ يومَ القيامة .
وفي رواية الترمذي عن عائشةـ رضي الله عنها لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم عددا من البنات، فقال: " مَن ابتُلي بِشَيءٍ من البناتِ فصبرَ عليهِنَّ كُنَّ له حجاباً من النَّار"
قال النووي : قوله ـ صلى الله عليه وسلم : من ابتلي بِشَيءٍ من البناتِ , إِنَّمَا سَمَّاهُ اِبْتِلاء لأَنَّ النَّاس يَكْرَهُونَهُنَّ في الْعَادَة وَقَالَ اللَّه تعالَى: " وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدهمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهه مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيم " النحل الآية 58" .
وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن كان له ثلاثُ بناتٍ أو ثلاثُ أخَوات ، أو ابنتان أو أُختان، فأحسَن صُحبتَهنَّ واتَّقى اللهَ فيهنَّ فلهُ الجنَّةَ " رواه الترمذي .
وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : أو) للتنويع لا للشك، ففي رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" مَن كان له ثلاثُ بناتٍ يُؤدِّبُهنَّ ويرحَمُهنَّ ويكفُلُهنَّ وجَبَت له الجنَّةُ البتةَ، قيل يا رسولَ اللهِ: فإن كانتا اثنتينِ؟، قال: وإن كانتا اثنتين، قال: فرأى بعضُ القوم أن لو قال: واحدةً لقال: واحدة" رواه أحمد وصححه الألباني .
البنات عبء ثقيل وشغل دائم للأب والأم عليهن في تربيتهن , و لهذا كان جزاء رعايتهن وإكرامهن الجنة